خرجت إلى السوق و برفقتها ابنتها الصغيرة ، لقد رأت الصغيرة أمس لعبة دغدغت مشاعر الطفولة داخلها ، و لم تزل بأمها حتى خرجتا لشرائها .
عندما أصبحتا في وسط السوق تعالت جلبة من أحد المساجد ، ما لبثت أن أتبعها هدير رصاص زلزل الأرض من الجهة المقابلة ، ثم بدأ الناس يتدافعون و يتداعون إلى الفرار فيما إطلاق نار يتعالى و يقترب .
أمسكت الأم بالصغيرة على وجل ، ثم ضمتها إليها و أقعت علها تحميها من القادم ، فيما الصغيرة تتساءل ببراءة : ماما .. ماما .. ماذا هناك ؟
قبل أن تفتح فاها لتهدئ من روع طفلتها ، فاجأ الأم حذاء أسود يصفعها على وجهها بكل قسوة ، فارتمت على الأرض و الدماء تكلل جبهتها .
زادت الصغيرة التصاقها بأمها و انفجرت باكية ، و السؤال البريء ما يزال يتردد على شفتيها الناعمتين : ماما .. ماما .. ماذا هناك ؟ من هؤلاء يا أمي ؟ من هؤلاء ؟
التوقيع
الأديب هو من كان لأمته و للغتها في مواهب قلمه لقب من ألقاب التاريخ