أو كم حَباكَ إلهُ الكـونِ مِـن نِعـمٍ
مهما فعلتَ فلـن تَجـزي مراميهـا
أنظر إلى الطيرِ فوق الغصن صادحة
تَغدو خِماصاً من الأرزاقِ عاطيهـا
الشَّـدوُ دَيدنُهـا لا تشتكـي أبَـدا
خَوفاً من الجُوعِ , في أعلى روابيها
وانظر إلى ِالروض والأشجارُ تَملؤهُ
مِن كلِّ صِنـفٍ حبـاك الله زاكيهـا
من ذا براها بطعـمٍ جـد مُختلـفٍ
مع أنها نفس ماءِ المـزنِ يسقيهـا
وانظر إلى الزّهرِ في ألوانِها نَسـقٌ
من دونِ عينكَ هل تقـوى تُجلّيهـا
في بَعضها الطيبُ ريح العطرِ يملؤُها
من ذا الذي افعم الأزهارَ مـا فيهـا
والسمُّ بعضٌ من الأزهـارِ تحملُـهُ
هلا سألتَ بأيِّ المـاءِ يَرويهـا ؟؟
وانظر إلى النّحلِ في الغاباتِ مُنطلقاً
يقبـلُ الزهـرَ والأكمـامَ يجنيهـا
بينَ الحقولِ وزهرُ الروضِ غايتـهُ
كي يجمَعَ الشهدَ والاقراصَ يَبنيهـا
وفـي الخلايـا مجاميـعٌ منظمـةٌ
مَن علّـمَ النحـل ادواراً تؤديهـا ؟
وانظر إلى النهرِ في شوق ٍوفي دَعةٍ
يَنسابُ فوقَ أديـمِ الارض يبريهـا
والزرعُ يرمقه والغُصنُ في طـربٍ
يَدنو من الأرض في عشقٍ يناجيها
واتـرك لعينِـكَ ان تبقـى مُعلَّقـة
بينَ النجوم وسحرُ الليـل يذكيهـا
هلا سألت أهذي النُّظمُ مـن عبـث
أم أن رباً مـن الإفسـاد يحميهـا
هـذا قليـل مـن الآيـات أنثرهـا
وانظر لنفسك كم مـن آيـة فيهـا
يا صاحبَ الفِكر حلِّق فـوق زائلـة
سحقاً لدنيا ظـلال الشـك تبنيهـا
فـي كـلِّ شـاردةٍ منـهـا وواردةٍ
تلقى الجَلالَة فـي أسمـى معانيهـا
خير النفوسِ وبعضُ الفكرِ يشغلُهـا
تهفو لحالٍ مـن الرحمـنِ يُدنيهـا
لله درُّك هـل مـا زلـتَ مُنتظـراً
شرحـاً ليظهـر أن الله باريهـا ؟؟