(( من هم للذكر حافظون ))
إلـى نـبـض الضمـير الإنسـاني إلـى مَـن نبـذوا المغـريات في وقـت يخـتفي به الرقـيب
إلى من سـخَّر ماله وجـاد بنفسـه من أجل رسـالة الحـق والتاريخ
فَلنستلهم منهم التجربة والإيمان من أجل أن نترفّعَ على الضغينة والبغضاء كي لا نـكون دركـاً لمـن كتب لنا التأريخ .
************************
صــلٌــوا جـمـيـعـا لـلـرســول مـحــمــدْ
وقــفــوا خـشـوعــا لــلإلــه الأوحـــــدْ
هـيـا استفـيـقـوا كَـــيْ نُـــرَدَّ لوعـيـنـا
وَلْنـرسـمِ الـحــرفَ الصـحـيـح تـــودّدْ
نــزل الأمـيـن وخــصَّ شـبـلَ قريشـنـا
بــطــلاً؛ أمـيــنــاً؛ لـلـرسـالــةِ أحــمـــدْ
وقــضــى بـحـكــمٍ لا بــديـــلَ بـغــيــره
ديــنـــاً حـنـيــفــا واحــــــداً يـتـمــجــدْ
إنّــــا تـركـنــا الــذكــر جُــــلَّ مـكــانــه
فــــي أمّــــةٍ وَهَــبَــت ولـــــم تــتـــرددْ
اقـــرأ وبــشِّــرْ يــــا صــفــيَّ أنـامِـهــا
واصـبـرْ لـمـا يُـبــدي الـشـقـاةُ الـعـنّـدْ
أنــت السلـيـل وأنــت خـاتــم رسـلـهـا
مـــــا أنـــــت إلا وصـيّــهــا الـمـتـعـبّـدْ
مـن غـار حـرّاء ابتـدى نــور الـهـدى
مـــن صــلــبِ مــكّــةَ فـتـيــة تـتـوعــدْ
مــن غـيـر ذي زرعٍ زرعـنــا شِعـبـهـا
واشـتــدّ بـأســاً يـــا رســـولُ لِتَـشـهـدْ
قـالــوا ومـــا قـالــوا جـزافــاً قـولـهــم
ذو جِـــنّـــةٍ أم ؟ شـــاعـــرٌ ؟ يـتــبــلــدْ
قـالـوا وقـــد عـلـمـوا مـنــارَةِ حُـكـمِـهِ
لــكــنـــمـــا إنـــكـــارهــــم يَـــتَـــعَــــدَّدْ
هـــذا الـتـقـيُّ صـــراطُ حـــقٍّ لـلــورى
مـــن وحـــي ربـــك نـطـقــه لا يــرتــدْ
لــكـــنَّ عـــــدل الله أرســـــى رحــمـــةً
فـي قلـب مـن صدقـوا الرسـالـة يعـتـدْ
وتـضـامـنــوا قـلــبــا ورؤيـــــا للهدى
لا فـــرقَ فـــي نـســبٍ يُـعَــزّز أو جَـــدْ
حـمــل الأمـانــة بـيــن أهـــل ضـلالــةٍ
وتـــوكّـــل الــرحــمـــن دونَ تَـــــــرَدّدْ
وتـزاحــم الــنــور الـبـهــيُّ لـصـحـبـهِ
عهـدوا علـى نـصـر الرسـالـة سـرمـدْ
والــتـــفَّ حـــــول مـحــمــدٍ وكـــأنـــه
بــــــدرٌ يــنــيــرُ بـــنـــوره الـمـتــفــرّدْ
خــطــوا طــريــقَ الله نـهـجــاً لـلــعــلا
وســـطَ الـظــلام ونـهـجـهـم يـتـجـسـدْ
خـرجـوا ليـوثـا مشـرعـيـن سيـوفـهـم
لـيـقـارعـوا أعــتــى الــرجــال تَـجَـلُّــدْ
استرخصوا الأرواح في سوح الوغى
كـي يستنـيـر الــدرب فــي أفــق الـغـدْ
ورمـــوا سـهــام النـائـبـات عــدوّهــم
وكـأنــهــا شــهـــبُ الـســمــا تـتــوقّــدْ
الــيــوم أبــكــي المسـلـمـيـن مــــرارة
كيـف السيـوف تصـدّأت فــي المغـمـدْ
الـمُـدَّعــونَ عــثــوا بــكـــل فـضـيـلــة
بــل ألـبـسـوا الإســـلام ثـوبــاً أســـودْ
لبـسـوا العمـامـة واستخـفـوا حكمـهـا
قــــل لــــي بــربّــكَ أيّ حُــكــمٍ مُــرتَــدْ
إفــكــاً بــديــن الله نَــبـــضُ قـلـوبـهــم
والــنـــور عــنـــد قـلـوبـنــا يـتــوَحّــدْ
لبـسـوا المكـائـد كــي ينـالـوا ثـأرهـم,
حــقــد الـسـنـيـن بـطـبـعـهـم يـتــجــددْ
والطـامـعـونَ مـــن الــذيــنَ تــآمــروا
قـــد زوّروا الـتـأريـخَ حــيــنَ تــوطّــدْ
ونـســوا لـحـمـزةَ والأوائـــل صـولــةً
لــــولا الـرسـالــةُ لــــم تــكــن تـتـولّــد
يـــا سـيــدي ضـاقــت علـيـنـا رحــبــةٌ
بـــدّد ظــــلام الـلـيــل أنــــت الأرشــــدْ
عمران العميري