1
لا شَيءَ يَصعدُ بي إلى أرجُوحة القمرِ
إلا انْفتِاحُ خياشيمِ الليلِ
على رماد الكلمة المَحترِقةِ
ها أناذا أرَقِّعُ ثوبَ التوَقعِ المَصلوبِ في جَسدي
أنا خارطةٌ مِن وَجَعِ الكلماتِ
تُمَزقُها تفرُّعاتُ الرتابة المَشدودةِ
إلى أوتادِ العَتَمَةِ
أحاولُ أن أشْرُدَ في غُبارِ الحركَةِ
وسَديمِ السكون اللاهِثِ
خلفَ بَريقِ الوجودِ الهُلامِيِّ
2
أبِحَثُ عن عِشْتارَ عَنكبوتِيَّةِ اللقاحِ
أخطبوطيَّةِ الانتشارِ
تَبِثُّ في تَجْويفاتِ ليلي
خُصُوبَةَ الضوءِ الأرْجُوانِيِّ المَسفوحِ
أبْحثُ عن كِيُوبيدَ مِن زَمَنِ الشيحِ والحَرمَلِ
يَقرأُ فوق صحراءِ التشوُّفِ في روحي
تعاويذَ الفرحِ المذبوحِ
3
لا شيءَ يَكتُبُني إلا لُغَةُ الترابِ المبحُوحِ
ما زلتُ أخَزِّنُ في جِرابِ النوايَا
بعضَ رُفاتٍ مِن أحلامِ اليَمامِ
وبَعضَ فُتاتٍ مِن نَهَمِ العُقابِ
ما زلتُ أتلَفَّتُ
لاوِيًا عُنُقَ الزئبَقِ المَسكوبِ في مِحْرار الزمنِ
ما زلتُ ألَوِّحُ للقمَرِ المتمَدِّدِ فوقَ أرجوحتِهِ الزرقاءِ
لا شيءَ يَصعدُ بي إليهِ
إلا لغةٌ مِن حَريرِ الوَهَجِ
تكتُبني
وتسْكُبُني
كرَحيقِ الحُلمِ في فِنجانِ الحقيقةِ
4
أنا، - يا أنا- مَنْ أنا؟
أَشِهابٌ مَبتورٌ مِن جِذعِ النارِ
أم خاطرٌ مَخبوءٌ في ضَميرِ الجليدِ المسْجُورِ؟
يَجِلِدُني السؤالِ بسِياطِ الصمتِ
يُجَندِلُنِي
يُمَرِّغ ظلي في سرابِ الحَيرةِ
لا ريبَ أنيِّ خَبرٌ
مُسطورٌ في كِتابِ النهرِ
مَنْ يَقرأنِي؟
مَنْ يَقرأنِي؟
مَنْ يَقرأنِي؟
مَنْ يَقرَ...أنِي....؟