حان الوقت لإن اكتب وأن أخرج من قوقعة صمتي ، حان الوقت ليجلجل قلمي مدويا على أوراقي المهجورة، لقد أوجعني حرفي المعتقل وحان الوقت كي أطلق سراحه ليمارس جنونه، حان الوقت لإن أترجل قبل ان أصل المحطة الأخيرة في مسافات الدهشة. حرصاً عليك لن أتقاسم الحزن معك ، أفضل أن أتواطأ مع الورق على أن اخدش مسامعك لذلك قررت أن أكتب وأكتب حتى يبتل الورق بيراع وجعي. عودتك على همساتي الرقراقة التى كنت اصممها لتناسبك وحدك ولكنني هذه المرة سأغير طقوسي في الكتابة سأكتب في العتمة حتى لا يحرق الجانب الفضولي للبشر شريط حكايتنا سأغلق نوافذ غرفتي وأسدل الستائر حتى أعري ذاكرتي أمامك ، وسأقدم لك وجبات حب بكل النكهات، سأملأك غروراً عندما اعترف بإن بعدك يتعبني، وندماً عندماً أعترف بإن لهفتي لك قد خفتت كإعصار في لحظة احتضار، وجنوناً عندما أصف لك نفسي بلسان الأخرين. سأحتفظ بشيئاً واحداً فقط من طقوسي ، خلفية فيروزية ترطب زوايا روحي بزقزقة ملائكية. لقد كان لقائي معك مباغتاً ، جاء دقائق قبل اقلاع طائرة امنياتي فغير مسار رحلتي... كان السفر معك قدر واللقاء تذكرة سفر لفراق جديد. كنت لك بمثابة مجهول استفز روح المغامرة المجنونة وكنت مكشوفاً لي منذ الوهلة الأولى ،وهناك عند مرافئ التائهين اكتشفنا بإننا نكمل بعضنا البعض. كانت سعادتي بك متطرفة بالرغم من دقائق الفرح المسروق من فك الظروف المرسومة بدقة وبالرغم من فزعك الفطري من الأنثى إلا انك أغمضت عينيك ببراءة بين يدي. اقترفت حماقة الإقتراب من الأحلام حتى الإحتراق وبالرغم من هذا كان حلمي جميلاً معك ، كان مليئاً بإنتظارك وكان واقعي معك كلوحة تنتظر اللمسات الأخيرة من ريشة فنان يعشق مزج الألوان بعشوائية. كنت اتسائل دوماً متى سأفرغ من قراءتك التى طالت؟ المشكلة انك ليس من النوع الذي يٌقرأ جملة واحدة ، تعودت ان أقرأك سطراً بعد سطر، وعلى قارعة كل سطر كنت أتكئ على هامش الصفحة و أخذ نفساً بعمق الهوة بيننا و التى وسعت حتى ابتلعت صبري. سأكتب الأن لأفرغ من وهمي الجميل ، سأكتب حتى أفرغ امسياتي من إنتظارك ، وأعفي فنجان قهوة بقي فارغاً في انتظارك منذ زمن من الخدمة. انتظرني ...سأعود بما تبقى من كلمات.