جدتي طيب الله ثراها
حدثتني ذات يوم عن أساها
همست لي:
أنت في عيني من سنك أكبر
وغدا
بك يا خير حفيد سوف أفخر
داعبت خصلات شعري
ربتت لي
بحنو بالغ... بدأت تحكي ذكريات
أغلق الدهر عليها
كل باب
وطواها
***
قالت الجدة أنت اليوم طفل
وغدا تصبح كهلا
فاستفد من خبرتي قولا وفعلا
إن هذي الكون غاب
وأرى الناس وحوشا
ومضت في بعضها سفكا وفتكا
ملأت كل زوايا لأرض
آهات وويلات وقتلا
فإذا كنت قويا
تجد الدرب\
ممهد
و على خطوك سهلا
كن قويا أسدا كن
لا تكن في العمر حملا
هذه الدنيا أفاع
وبسم ناقع في الدرب حبلى
وتراب الأرض من تحتك معجون
بقتلى
فامسك الأشواك
والمدفع للناس
ولا تحمل أزاهير و دفلى
***
جدتي قالت بحزن
رجبا من عاش
يلقى عجبا
وأضافت:
إن من عاش كثيرا
صار بالدنيا خبيرا
ربنا يرحم يعفو إنما
عنده النيران ألوان جحيم وسعير وصقر
عنده إحدى الكبر
وعليها مالك القاسي ولا تبقى
عذابا لا تاذر
عنده يوم وشر اليوم يغدو مستطيرا
عنده يوم وقد يصبح للبعض
عبوسا قمطريرا
بعد أن كان غفورا
فاستعذ بالله من حب له تغدو أسيرا
ربما يصبح تزييفا وزورا
فإذا أحببت
أخطأت كثيرا
كن لطيفا.... كن رحيما
إنما كن في أمور الحب
يا طفلي بصيرا
عالم الحب خطير
بحره اللجي
فيه القرش والحيتان
فاحذره ولا تهو العبورا
***
جدتي قالت ولم اسمع لها قولا
ولم أحذر
فكان الدرب وحلا
عشت بين الناس (من حمق)
بوجه الذئب
حملا
فإذا الأشواك في دربي
وصخر وزجاج
وإذا الحلم سراب وغدي أصبح رملا
وإذا لحمي يقلى
بشع وجهي ال
قميء في عيون الآخرين
عندما غطيت وجهي بقناع المكر
وجهي صار أحلى
عندما أسقطت كل الورد من كفي
وأمسكت سيوفا وحرابا
صرت قديسا وصار السيف ريحانا وفلا
صرت بين الناس أعلى
جدتي قالت ...
ولما يا رفاق العمر قد صدقتها
ألفيت أن العمر قد أصبح سهلا
يعبس الناس إذا كنت نقيا
ويهشون يبشون إذا ما صرت نذلا