تاركاً حسراته تعبث برشقات ذلك المشحوف الذي أنهكته ضحكات الخريف المتقادم صوب المحطة الأوفيلية الأخيرة
هناك توقفت كلماته عند أول همسة سمعها بعناق الموجة مع شاطئها حيث كان يتابع موجات تتوالى منها ما ينتهي قبل الوصول ومنها ما يمتزج بشاطئه من شدة الشوق بلقاء روحي عشقي استلقى على رمال الشاطيء ووضع خده على أطرافه يرقب لقاء الأحبة في محطات السفر واستمع الى همسات العناق فكان يغمض عينيه لا من الرذاذ المتطاير بل حياءاً من عناقهما كانت حبّات الرمل تتجزّأ وتتطاير فرحاً وهي تحتضن الموجة الحبيبة لكن سرعان ما تلملم نفسها بعد أن تنسلخ منها الموجة وتتسرب بصعوبه مشيرة بأنها سترجع وتقول ليتنا منذ التقينا يا حبيبي مافترقنا في محطات السفر ليتنا كنا رذاذاً وامتزجنا مثل حبات المطر ليقترن الحب البريدي المنسي في أدراج حوافر اليأس المستلقي على وسادة السكون مع سنابك وشوشات زحفت خلسة الى مرافيء ( أمواج ... وشطآن ) أنجبتها سطور العاشق ( جمال مرسي ) حين سمع الموج يقول ( أقسم لك أنك ستظل في ناظريّ أغلى الشطآن فيجيبها و أنت ستظلين أرق موجة قبلت رمالي و امتزجت بي حتى صرنا كياناً واحداً يتعلم منا الجاهلون كيف يكون الحب و كيف يكون الانصهار.........) لقد اُزهقت قصائده على عتبات تفعيلة دغدغها حنين موج بحرها الأزرق وسألته عن نزفه السابع وأن لا يجعل من حزنه متاهة لصمتها بل(هي صدفة أهدت الوجود إلينا وأتاحت لقاءنا فالتقينا فمن الظلمة أتينا وإليها عائدون وبين الظلمتين مساحة من ضوء)
وطمّنتْه أن بعد الجزر مدّا
فأومأ بأنه شارف على الإنتهاء عندما وصل العبق الأوفيلي الى محطة البحر الأخيرة
ولما كان ذلك كذلك ذهب الظمأ ومن واحاتها ابتلّت العروق لكن أساه بقي في مواجع نبض الكلمات
التوقيع
[SIGPIC][/SIGPIC]
آخر تعديل شاكر السلمان يوم 03-25-2012 في 03:51 AM.