آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 04-06-2012, 08:58 PM   رقم المشاركة : 1
نبعي






  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :محمد الحاج صالح غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 الراعية المجنونة

افتراضي الراعية المجنونة

في عقل كل رجل أنثى تحتل مساحة الرؤيا عنده

الراعية المجنونة

حلم صديقة
قالت :
ـ حلمتُ ليلةَ أمس بأنك متزوجٌ من واحدةٍ أخرى غير زوجتك ، وبّختكَ بشدةٍ وعندما التقيتُ زوجتَك الأولى صُعقتُ لعدم اكتراثها، أخبرتْني بأنك تملكُ طاقةً تفيضُ عن حاجتها فما المشكلة في أن تتزوج .
أنّبتُ زوجتَك لأنَّــها تتركُ لك الحبلَ على الغارب ، وصرختُ في وجهِك لأنك لا تستحقها . ثم دخلتُ غرفة النومِ كي أتعرفَ على زوجتِك الجديدة .
ياألله كانت عاريةً مستلقيةً على السرير ، قزمةٌ طولها لا يتجاوز المتر ، أهنتُها وكدتُ أخنقُها. ثم أخنقك، الانفعالُ الغاضبُ يعصفُ بي، رمقتُ ولداً بين يديها، قالتْ هو ذا ابنه .
قلت :
أنتِ كاذبة، وما أدراني أنه حقيقةً ابنه ؟
وهي تتحدث منفعلة يرتسم الطيف المعاند رفيق الحلم، صديقتنا التي أتاها الحلم بدت مستغربة ومستاءة وهي ترى طيف ابتسامة تأخذ مسارها حول شفتيَّ ، الدهشة الداخلية أقلقت أعماقي وأنا أسائل نفسي كيف أمكن لتلك المرأة أن تجتاز عتبة أحلامي التي كنت أحسبها محرمة ومصونة ، وما زاد في حيرتي أكثر أنها روت ذات الحلم المتكرر الذي يعاودني (امرأة صغيرة تحمل طفلاً يشابهها ويشابهني في آنٍ معاً).
ولمَّا سألتها أهي جميلة حاولت مناكدتي لكنَّها أقرت بأنها جميلة كدمية يابانية.
الراعية المجنونة
صديقي الرسام أحمد دعاني إلى معرضه التشكيلي، فاجأتني لوحةٌ أسماها الراعية المجنونة . اللوحة سرقت عينيَّ، كُتبَ عليها كلمة ( ليست للبيع ) وقفتُ أمامها والدهشة ترعدني ! اقترب مني متسائلاً : أتراها أعجبتك ؟.
أعترفْ بأنَّ بريقَ العينين كان يشعُّ حيويةً أحسستُ بأنَّ الألوان لاعلاقة لها به، كأنما شيئاً ما يتوهجُ من اللوحة، عينان حقيقيتان تتحركان تومضان تعابثانني ، فركتُ عيني جيداً، هدأتْ العينان عن الحركة ؛ لكنّ البريق بقي يتساقطُ نيازك علي . إيماضات لحلم قديم تستيقظ ، إنها ذات الفتاة التي يتابعني طيفها مطرزاً صفحة أحلامي! تساءل الحلم: أتراها حقيقة ؟
قاطعاً عليَّ شرودي تصاعد صوت صديقي :
ـ إنها راعيةٌ ترعى الغنمَ قربَ دير البحر ، المصادفة جعلتني ألتقيها ، صامتةٌ تجفلُ من الناس ، لأولِ وهلةٍ حسبتُها خرساء ، سحرٌ غريبٌ سيطر عليَّ جعلني أنجذبُ إليها ، بذلت محاولات عديدة كي أتقرب منها، زياراتي الكثيرة جعلتها ترتاح إليَّ ، مفرداتها قليلة ، تقفزُ لتلاحقَ الأغنام تصوِّب عليها حجارةً لاتخطئ، بعدها أدمنتُ الذهابَ إليها كي أتأملَّها وأرسمَها، استغرقَ عملي هذا ستةَ أشهر، هي لوحةٌ عزيزةٌ عليَّ .
كلمات الفنان أجفلتني، لكنني لم أصدق حرفاً واحداً منها فأنا أعرف شطحاته الكثيرة .
****
طيف المجنونة يلح عليَّ ، ماإن يغمض الليل عينيَّ ويحتويني رحم السير ؛ حتى تنفتح بوابات الحلم ؛ عروسٌ راعية ترتدي ثوب حلم، فراشة تتقافز حاملة معها نبض القلب .
تمسك يدي تصطحبني إلى البحر . نسبح في لجةٍ هادئة، في بعض الأحايين تثور رياحٌ عاتية ترفع يدها مودعة، تخطف معها وجيب القلب ، يرفرف ثوبها بينما تبتعد، تنغلق بوابة الحلم ويفتح الصبح عينيه من جديد .
بعد أشهرٍ قررصديقي الرحيل إلى بلد آخر. دعاني لاقتناءِ بعضاً من لوحاته قائلاً: أنت تدري أنَّ تلك اللوحة أثيرةٌ لديَّ وأنتَ خيرُ من يُعنى بها . أحسستُ بأسىً في عينيه وهو يحادثني عن لوحته، وقدّرتُ حجمَ معاناته وهو يتخلى عنها إليّ .
عندما اقتنيتُها شعرتُ بها تحتلني ، تدخلُ ذاتي ، تلك اللوحةُ زينتْ مكتبي وبهرتني، لم يرها صديقٌ إلاّ وعلّق عليها إعجابا. إشعاعُ العينين وبريقهما رُسما في لحظةِ ألقٍ صوفيةٍ تجسدت واستمر وميضهما. بعض الأصدقاء قالوا :
ـ إنها لوحةٌ عالميةٌ نجح الفنانُ في نقلها ، وبعضهم ادعى معرفةَ اسم الفنان لكنهم اختلفوا عليه أهو رينوار أم رفاييل ؟ لكنهم أكدوا جميعاً أنَّ نسخةَ صديقي جيدةٌ لاتقلُّ روعةً عن الأصل . أما أنا فكم تمنيت أن تكون قصةُ صديقي أحمد عن راعيته المجنونة صحيحةً وتمنيت أن تعقل الراعية وأن أراها ذات يوم .
اليوم التالي لحلم الصديقة
قالت السكرتيرة: هناك فتاة تريدُ مقابلتكَ لأمرٍ خاص .
قلت : فلتدخل .
دخلتْ فتاةٌ تسبقُها هالةٌ ، ذهلتُ ......! ارتجفتُ ، عيناي انبهرتا . لقد رأيتُ ذلك السحرَ فيما مضى! اهتز كياني. عيناي تحاولان مسحَ وجهها لكنهما لاتجرؤان على الاستقرار عليه . لم أتمكن من الوقوفِ لمصافحتها الكرسي سُمرتْ على مقعدي أو لعل مقعدي تسمرَّ على الكرسي .
شئٌ ما ينصبُّ عليَّ من الأعلى ، حاراً يتدفقُ على رأسي . شعراتي شُدتْ للأعلى ، وهجٌ ينسكب دفقاً يتخللُني. مددتُ يدي جاهداً مستنداً إلى حافة المكتب كي أقف ، ثم أصافحها .
شيء ما أدخلني في مدارات الطفولة ومتاهات المراهقة، آن عاودتنى ذكرى رعشة القلب الأولى والفتاة الأولى التي حملت دفق الدم إلى وجهي: أين رأيتُها .. أي حوريةٍ هذه ؟ .
كنت أتحدث على الهاتف آن دخولها ، تفككَ حديثي وأصبحتْ كلماتي مكررةً لامعنى لها ، وأنا أطيلُ المخابرة محاولاً مراقبتها خلسةً، مستغرباً ذلك الإحساسَ الذي انتابني وكبَّلني كطفلٍ صغير . أنهيتُ المخابرة وتساءلتُ في داخلي: ياألله ما هو الأمر الخاص الذي تريده مني؟
تمنيت لو كان بيننا أمرٌ ما.
جهر صوتي :
ـ نعم ، ما هو الأمرُ الخاص الذي تريدنني به ؟
وقفتْ رشيقةً، علامات الثقة تتوج جبينها ، هيفاءٌ هي ، شقراءٌ بعينين عسليتين واسعتين تملآن نصف وجهها . ناولتني بيدها ورقةً مطويةً ، أفردتها متوجساً ! عيناي تسرقان الكلمات ، يقول فيها صديقي أحمد العائد من السفر:
" إنها فتاةُ اللوحة التي اقتنيتَها منذ خمسِ سنوات أرجو الاهتمام بها ."
ـ ياألله ، فتاة اللوحة ؟! ابتسمَ القلب ، لكنها أجملُ بمائة مرة من اللوحة !
اللوحة ، الحلم المجنون لراعيةٍ مجنونةٍ ينبض حياة ، السحر يتلبسني، كدت أقفز إليها أحملها . عالمٌ ضبابيٌ يلفنا معاً، حوار مقتضبٌ انبثق بيننا :
ـ نعم ، ماذا تريدين ؟ قال صوت القلب ..
ـ عيناي .
ـ أنتِ أجمل من اللوحة بكثير ، ياألله ما أجملَ عينيك .
ـ أيمكنني أن أراها ؟
ـ طبعاً .
ـ أترين شبهاً بينكما؟ِ .
هزتْ عنقَ الغزالةِ وتمتمتْ شفتاها :
ـ هناكَ بعضُ الشبه ، ما رأيكَ أنت ؟
ـ تشبهكِ لكنكِ أجمل ، صرختْ الروح .
قلتُ ذلك وأنا أديرُ وجهها بيدي كي أُجري مقارنةً ناسياً بأنّه لقاؤنا الأول ! أبعدتْ وجهها بغنج .
لا لم يكن لقاؤنا الأول .... لاأدري متى كان لقاؤنا الأول! ...
قلت لها :
ـ تشبهكِ قليلاً لكنكِ أجمل .
حديثُها لم يكن حديثَ راعيةٍ مجنونةٍ ولا خرساءَ غامرتُ بسؤالٍ مباغتٍ :
ـ ماذا تفعلين في الحياة ؟
ـ أدرس الحقوق .
ـ أتدرسين الحقوق ؟! ( أم ! .. أتراكِ تخليتِ عن رعي قطعان المسيح)؟
شاهدتُ في الصباح كاترين دونوف الممثلة الفرنسية الشهيرة على شاشة التلفزيون ، أنتِ أجمل ! قالتْ عيناي .
أحقاً يوجد من هو أجملُ منكِ ....؟
أجريتُ المعاينة لعينيها ، لاأدري من الذي كان يعاين الآخر ! يداي ترتجفان وعيناي تسبحان في حلم . وهجٌ وارتعاشاتً تلفني وأنا خارجَ مدارات العقل والعلم والتحليل والتركيز.
بعد الانتهاء التفتتْ مودعة :
ـ أرجو أن تزورنا .
ـ بالتأكيد .
كررتْ ثانية :
أنا بانتظار زيارتكَ . ربما قالت : نحن بانتظار زيارتك .
خرجتْ ولكن طيفَها بقي هائماً حولي في فراغ الغرفة يتلبسني .
قالت الممرضة :
ـ ما بك يا حكيم ....؟
ـ أليست جميلة ؟
ابتسمتْ .
قلتُ :
ـ إننا لا نرى فتاةً بمثل جمالِها إلاّ كل مدة طويلة .
في المنزل أرِق النوم وفرَت القيلولة . ماحسبت ذات يومٍ أن إحساساً مشابهاً سيولد في داخلي وماعدت أفرق الحلم عن الواقع .
قلتْ سأبحثُ عن الرسام ، وأطلب إليه أن يصطحبني لزيارتها .
قفز حلم الصديقة عن المرأة القزمة والطفل . أبعدتُ العقل ، وحلمَ الصديقة, واندفعت إلى مرسم الفنان .
كانا يجلسان معاً ...
توقف الزمن .وتمتم قلبي:
أيها السحرُ النابض ، أيتها المرأةُ المختفية منذ دهور ، أيتها الروحُ المختبئةُ في ذات الأشياء .
كيف حدث أن ....؟ أتراكِ سمعتِ مناداتي لك ؟
قال الفنان :
ـ وأخيراً زرتَني ، كنتُ أعلمُ أنك ستأتي .
ـ أرسلتَ لي رسالةً خطفت الروحَ بعد أن زلزَلَتْها فكيف لا آتي ؟
( آه أيها الفنانُ اللعين ، لقد خبأتَها في اللوحة ، في الحكاية ، في الأكذوبة. لقد أخفيتَها عمراً دهراً ، آه لو كنت أعلم أنك ....)
قذفتُ عينيَّ إلى وجهها :
ـ سأخبركِ ذات يوم قصة اللوحة .
أعادتْ السؤال :
ـ من الأجمل بيننا ؟
قال الفنان : ألا تشبهها اللوحة ؟
سنواتٌ خمس وأنا أتأمل اللوحةَ كل يوم ، ثم أراها تنبض حياةً ، تنفجر في وجهي بَغتةً تعصف بي .
من أنتِ أيتها الأنثى وأي نيزكٍ هارب قذفك إليَّ ...؟ أتراني رأيتكِ ذات حلم ؟ ذات حياة ؟
ـ أتريد كأساً من الشاي ؟ تحركتْ شفتان قرمزيتان وبرقت أسنانٌ .
ـ ( أريد أي شيء ) نعم بالتأكيد . ياألله ما أجملكِ ( يبدو أنَّ الاستحياءَ الموروث اختفى وأحسستُ أنني أحادثُ أنثى قريبةً مني أعرفها منذ أمدٍ بعيد ) متجاهلاً وجود الفنان.
ـ كم عمركِ ؟
ـ عشرون عاماً .
ـ عشرون عاماً ! عشرون حياة ! عشرون دهراً ! ألا تذكرين ؟
ـ أتشرب كأساً ثانية من الشاي ؟
بغتةً رأيتُ نفسي أخاطبُ أحمد مستهجناً بعد أن أجلتُ عيني في لوحاته الهادئة ذات الألوان الباردة :
ـ لوحاتكَ ماذا جرى لها ؟.
ـ إنها هي ، أشار إليها ، كمن يُبعد نفسه عن الموضوع .
ـ أين هو الجنون ؟ أين الحركة ، الحيوية ، الألوان الصاخبة ، البحر ؟.
قال باستسلام:
ـ لقد أرسلتْ السكينة إلى قلبي وريشتي .
ـ أنت بحاجة إلى الجنون ثانية ياصديقي . الألوان صامتةٌ كامدة ، ماذا جرى لك أيها الرجل ؟
ـ سأحاول أن أجننَّه ، قالت بخبث .
قال : سوف تحطمينني . - في كلماته رجاء- .
أدركتُ أنه ملوعٌ بحب راعيتي!. لكنني لم آبه لمشاعره ، لم يتبادر إلى ذهني لحظة واحدة أن يكون لرجلٍ آخر علاقةٌ بها سواي . كدت أقول لها تعالي معي نشرب قهوة الصباح . ألم تستيقظي من حلمك بعد؟
ودعتها لا أدري لماذا! لكن على أملِ لقاءٍ قريب منيتُ النفس به ، ربما بعد قليل . كنت مندهشاً من تركها وحيدةً بصحبة رجلٍ آخر حتى لو كان الرجل هو صديقي الفنان الذي ابتدعها ، هي التي لم تبارحني منذ دخولها مكتبي، تسمرتْ قدماي قبل خروجي ، ضغطتُ على يدها بودٍ ثم بقسوةٍ، بارتعاشٍ ، بجنونٍ . وعندما حانت لحظة رحيلي دخلتُ في عينيها واختفيتُ.







  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::