تركت هواجسي الحمقى
وكان الباب مفتوحاً وقد دلفت جواريها
وكنت أغطّ في نوم على الأمل الذي رسمت
حروف قصائدي الثكلى نواصيها
وما أبقيت من حلمٍي،
سوى سطرين مرتعشين من ماضٍ
وفعلٍ حاضرٍ ..صنعا قوافيها.
تركت النّور يدخل في تجاويفي
ليطفئ عتمت الليل التي ملأت خوابيها
وما بانت مراميها
وهم ساقوا لها الحملان وازدانت مراعيها
كتبت قصيدتي جمرا
أنسّقها كما لو كنت أطليها بقطران وأحميها
وكان اللحن في وترٍ وقوسٍ
قد توارى خلف راميها
وكنت كأنني في غمرة الهذيان
أخفي خلف ألحاني معانيها
وكان السطر مرتعشا
وكان القلب يحكي قصتي فيها
أنا والليل سهران على حرفين
يقتتلان في معنى مراثيها
كمثل دجاجة عمياء في (خُمٍّ)
وكان الديك أحيانا يقاقيها
فما عَرفَتْ معانيها
وما فَهِمتْ مراميها
وكنت على شفا جرف
وعند الباب مذهولا بأحرفها
أرددها كأغنيةٍ..
بتهريف وتخريف لأخفيها
كذا الشعراء ..
يمتدحون غانية على غنج
وقد شربوا لباء الذلّ
بعضا من أغانيها
فهل يا ناس حاميها حراميها
أم الشعراء يقترفون شرب الكأس
سمّاً في صحاريها
أم الصحراء تغمرهم بصفرتها
ويرتشفونها تيها.
هنا ..أغلقت باب هواجسي حيرى
لأبقى عند باب الدار مستتراً
ومحموماً بحدّ الحرف تشعله نواصيها
فهل يا قوم نسلم من (حراميها)