آخر 10 مشاركات
الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )           »          خطاب فلسطيني (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الفكر > المقال

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 01-30-2010, 01:19 PM   رقم المشاركة : 1
أديب
 
الصورة الرمزية علي سعدون





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :علي سعدون غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
Oo5o.com (9) رأي في السعادة

(( رأي في السعادة ))


علي سعدون


ان العزلة والفردانية المجتمعية واحدة من سمات المجتمعات الحديثة بحسب الانثروبولوجيا المعاصرة إذ يشكل الفرد نواة نظامها الاجتماعي مما يشير إلى ان واقعة الكآبة أو نقصان السعادة أمر بديهي ومقبول لكنه نسبي تبعا لقوة الفردانية في مجتمع ما وضعفها وضمورها في مجتمع آخر ، إذ لايمكن القياس هنا بين مجتمعات العالم الثالث مثلا في ذات النظرية وبين المجتمعات المتقدمة ( المنتجة للحضارة ) بمعيار واحد ، حيث يشكل التقليد أو العرف قوة ضاغطة تتفاوت بين مجتمع وآخر بل إنها تختفي وتتلاشى كلما اقتربنا من المجتمع المنتج / الصانع للتاريخ والحضارة والمؤثر في المجتمعات الأخرى .
في عام 2008 وفي إحدى النشرات الإخبارية لإذاعة ( سوا ) تناهى إلى سمعي خبر مثير مفاده ان الحكومة الألمانية قررت إضافة مادة جديدة للمناهج الدراسية لطلبة الصفوف الابتدائية وهي مادة ( السعادة ) !!!
المثير في الموضوع ان السعادة شعور نادر وشحيح تعودنا ان يمر بنا متقطعا وفي فترات متباعدة ، لكن السعادة هذه المرة مادة يقوم التلاميذ بدراستها وفق منهج ( أكاديمي ) وليس كشعور نحس به وتتفتح أساريرنا إزاءه .. ولسنا هنا في معرض الحديث بالمقارنة بين الشعور الذي يسيطر على مجتمع دون سواه وبين مادة الشعور ذاتها كمادة أكاديمية تدرّس للطلاب الخ .
وإذا ما أردنا ان نفكر في الخبر بشكل عملي سنصل في نهاية المطاف إلى نتيجة واحدة تتجسد في أهمية الموضوع الذي يحيلنا إلى عدة فرضيات إذ يفترض الخبر وجود مجتمع كئيب يحتاج إلى السعادة والموضوع يتطلب منا ان نحصي بإسهاب موجبات الكآبة لدى الشعوب وتأثيراتها النفسية والسوسيولوجية على تاريخها وحضارتها ولعل مجتمعات مابعد الرأسمالية وانحراف موجهات الاقتصاد العالمية فيها نحو آفاق تجاوزت النظريات المعروفة قد تسبب في إرباك الحياة الاجتماعية أيضا لما للاقتصاد من أهمية كبرى تنعكس على كل مفاصل الحياة والتي يقف فيها العامل السياسي عمودا رئيسا يتأثر بسرعة البرق بمتغيراته مسببا هلعا في تلك المجتمعات والهلع هنا هو فقدان للسعادة التي تنشدها تلك المؤسسة الضخمة التي يصطلح عليها بالمجتمعات المتقدمة التي عملت على بناء الإنسان وفق رؤية معرفية أسست لها الفلسفات الكبرى في التاريخ ولعل الفلسفة الألمانية تقف في المقدمة منها نظرا للآفاق الشاسعة التي انفتحت عند تخومها والتي تبلورت إلى فلسفات تشتغل بمواجهة التفاصيل الدقيقة لحياة الإنسان ذاته ولم تبق حبيسة الرفوف بل ان معطياتها وانعكاساتها على الإنسان كانت جلية بما لا يقبل الشك .. فلماذا إذن تعجز الفلسفة الألمانية عن تنظيرات السعادة ولماذا ترك الطفل الألماني كئيبا – هذا إذا ما سلــّمنا جازمين بكآبة الطفل الألماني !! الامرالذي جعل حكومة الألمان تبتكر مادة دراسية ازعم أنها غاية في الأهمية لمجتمعاتنا قبل الألمان بالطبع .. ثم لماذا لم يتأثر المجتمع الألماني ومنه الأطفال بطبيعة الحال بفلسفة السعادة التي اندلقت ذات يوم من شفاه شوبنهاور احد أهم الفلاسفة الألمان فضلا عن طروحات الألماني هيغل الذي دعا إلى ( المعرفة المطلقة ) وخلاصة نظريته هذه تحيلنا إلى جوقة من الاسئلة ومنها سؤال مفاده : إلا تشكل المعرفة المطلقة سعادة مطلقة ؟
باعتبار الإنسان أكثر المخلوقات دراية بموجبات الحياة / سعادتها وشقائها ، اكتشاف مواطن الخلل وإيجاد الحلول .. وإلا ما فائدة الفلسفة في مجتمعات تشكل المعرفة واحدة من أهم ملامحها وجدوى وجودها ومبررا لقوة إنتاجها اقتصاديا ومعرفيا وبماذا نبرر كآبة الطفل الألماني الذي سلمنا صاغرين بكآبته وحاجته العظيمة للسعادة وهو وليد المجتمع الذي انصهرت فيه كل فلسفات العالم بحسب هيغل إذ يقول ان فلسفته إحتوت الفلسفات السابقة جميعا. مما يدل على ان الطفل الكئيب وليد مجتمع تجمعت فيه كل فلسفات العالم بما فيها من ممكنات الرؤية الثاقبة والحلول الناجعة ...
كتب عبدالرحمن بدوي في تحليله واختصاره لفلسفة شوبنهاور عن السعادة (ولكي ندرك قيمتها لا بد لنا من فقدها أولاً، لأنها هي الأخرى سلبية فكُلُّ ألم إذن إيجابي يشعرنا بوجوده حاضراً بقوة فينا، بينما السعادة سلبية صرْفة لأنها خلو من الألم فحسب، أيَ عَدَمٌ مُطْلَق، ولهذا نُحسُّ بلَذْع ألم واحد أقوى بكثير مما نُحسُّ بإمتاع آلاف اللذات، فألف متعة لا تعادل عذاباً واحداً..) كتاب شوبنهاور / د.عبدالرحمن بدوي / ص 275 - 276.
وآرثورشوبنهاور الألماني هنا إنما يريد ان يقول جملة واحدة في فلسفة السعادة والشقاء وهي إننا لايمكن ان نشعر بأهمية ووجود الأشياء إلا بفقدانها وخاصة السعادة لأنها غير فاعلة بعكس الألم كفاعل لأنه ينتج كمية فائقة من الحركة والشعور الطاريء الخ .. ، بيد ان السؤال الذي ينبثق عن وصفه للشقاء والسعادة هنا هو لماذا لم تشكل السعادة وجها آخر من المعادلة طالما أنهما بمثابة النقيضين .، والنقيضان لابد ان يغيب احدهما بحضور الآخر وهكذا ، أي ان الفعل والحركة تنسب للحاضر بغياب نقيضه هذا إذا ما تجاوزنا ان الألم – الشقاء – طاريء لأنه يمثل الحركة المحدثة في الأول الساكن ومشكلة التوصيف هنا تتجسد بغياب الإشارة إلى السكون كعامل ثالث بين النقيضين وهي الحال الاعتباطية لفوضى الجسد والروح / مكان أرضية استقبال الفعل وهي الجسد لتصبح المعادلة } الجسد ـــــ السكون ـــــ بمواجهة السعادة / الشقاء { كمؤثرات خارجية يتأثر وينفعل بها الجسد .. لا نريد ان نخوض كثيرا في تأويل وتحليل فلسفة مفكرين كبيرين يعدان من كبار فلاسفة العالم ، إلا اننا سوف ننشغل ونتوقف كثيرا عند الأهمية القصوى التي دعت الألمان إلى تدريس مادة السعادة ضمن مناهجهم الدراسية في حين لم يفكر مشرّع المناهج العربي ولو لطرفة عين بتغيير بسيط بنمط المادة التي منحها للصغار منذ الأزل ربما بسبب انتفاء الحاجة وربما بسبب محدودية الدراية وربما أيضا بفعل ضموره الكثيف كقيمة معرفية قادرة على التطوير والتأثير ...
الألماني الطفل إذا بحاجة إلى السعادة كمطلب مهم وعلى الحكومة / حكومة الألمان بالطبع ان تقوم بتوفيرها له كمنهج يدرسه وليس كمقالة عابرة كمقالتي هذه !
لا علم لي بما شاهده الطفل الألماني في السنوات الأخيرة مما وسمه بالكآبة لكنني اجزم انه لم يشاهد دما حقيقيا ولا أصوات حروب ولم يلعب ببندقية اللهم إلا إذا كانت بندقية مياه !،

لم ير الطفل الكئيب للغاية واعني الألماني المسكين وهو يرزح تحت وطئة السكون والحزن في مدن الألعاب الباهرة على الطراز الحديث وهو المزدان بالألوان وخضرة الطبيعة إذ لم ير هذا المسكين مدنا موحلة ومغبرة كالحة تشع بالنفايات ..

لم يشاهد الطفل الألماني الكئيب الذي يحتاج بشكل ملح وكبير إلى السعادة حسب قناعة حكومة الألمان وهو لم يرَ بحسب علمي المسلحين وهم يختطفون المئات من الأبرياء ويقتلونهم بدم بارد وبفتاوى ساخنة بأنفعالات هراطقة العصر من منتجي الظلام .. لم يشاهد الطفل الكئيب الألماني على وجه الخصوص اللثام الذي يغطي وجوه القتلة وهم يجوبون الشوارع والأزقة لينهرون هذا ويرعبون ذاك وما بين هذا وذاك تتسرب الكآبة التي تستدعي أكثر السعادات غلوا في هذا العالم !






  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:42 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::