رصيف الأحزان \اهداء لروح الشاعر ابن الشاطئ في الذكرى الرابعة لرحيله
رصيف الأحزان*...
شعر : عبدالعالي مزغيش
إهــــــداء : إلى العزيز الراحل الشاعر اسماعيل شتات " ابن الشاطئ "
(في الذكرى الرابعة لرحيلهالتي تصادف اليوم :30\4\2012 )
قهوةٌ
في فنجانهِ برُدت
لم يحتمل أن يستفسر السّببا...
كانت خطاه في مشيهِ
وجعا
و الدربُ كان الإصرار
و التَّعبا...
لاحت بلاد في البعد
يجهلها...
كم ظلَّ يبكي من بُعدها النَّسبا
نادى عليها...
لم ينهمرْ مطرٌ من صوته
لم يستنفر السُّحبا...
لكنَّ رجْعًا كالبرق
أخبره أنّ نداءا
من فرطه نضُبا!
أو أن خمرا في كأسها انتحرت
كي تستفز الرمّان
و العنبا...
أو أن نارا كانت له قبسا
صارت رؤى عينيهِ...
لها حطبا...
كم قد تمنّى .. لو كان مملكة
للحبّ
أو كان البدر و الشهبا
لكن سرًّا ما... ليس يفضحه
في نهره...
كم أمضى ... و ما شربا!
و الأمنياتُ الخضرُ الَّتي
نبتتْ...
في القلب ماتت مُذْ نبضُه اغتُصبا!!
كلّ المرايا...
في دمعهِ انكسرت
فاستوقدت في أحزانه العشبا
كم طوّح الدنيا كلّها
لهفًا...
في البحث عنه... لكنَّه تعبا!!
مذْ فهم الدنيا شمّ رائحة
للموت غدرا...
فاسترخص الهربا!!
بالوا على تاريخ يظلّلهم...
و اعزَّ تاريخ بينهم نُهِبا!
خانوكَ لمَّا باعوكَ يا وطنا
كم حاصروا
في عينيه نبضَ إبا
ثم أقاموا عزا بلا عمد
كي يرثوا عزا
كان منتصبا!
يا سيف بدر أنجد
رجولتنا...
أنجد سيوفا قد أصبحت
خشبا!!
في كل أرض طروادةٌ هُزمت
واعز بغداد بيننا سلبا!
في كل قطر داسوا كرامتنا
إذ هدّموا في بغداد القببا
ثم استباحوا أسمال معتصم
و امجدنا الدامي
خَبِّرِ العربا...
أن دموع الأطفال قنبلة
ظمأى ... حمامات، و ومض إبا...
من "بردى " يأتي – حاملا حلما
مثل شعاع
قد مزَّق الحُجُبا
ثم مضى في أعماقنا
وطنا...
زهرةَ نسرينٍ
ثم صار أبا ...؟!
من يا دموع الطفل اليتيم
غدًا...
يمنحنا في الأفق الرحيب رُبى...؟!
قولي لنا أن الليلَّ أغنيةٌ...
و الموتَ أحلى في ثغر من ركبا!!