1- "الأماكن أو ما اتفق لفظه وافترق مسماه من الأمكنة" للحازمي
569 - بابُ عَرَبَة، وَعَرَنَة، وَغَرَبَة، وَغَرْنَة
أما اْلأَوَّلُ بِفَتْحِ العين والرءا المُوْحَّدَة: قال إسحاق بن الفرج: عربة باحة (العرب)، وباحة دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وفيها يقول قائلهم:
وَعَرْبَةُ أَرْضٌ مَا يحُلُّ حَرَامَهَا*مِنَ الناسِ إِلا اللَّوْذَعِيُّ الْحُلاَحِلُ
يعني النَّبِي صلى الله عليه وسلم أُحلت له مَكَّة ساعة من نهار، ثُمَّ هي حرام إلى يوم القيامة.
قال الأزهري: واضطر الشاعرُ إلى تسكين الراء من عربة فسكنَّها. وأنشد:
وَرُجَّتْ بَاحَةُ الْعَرَبَاتِ رَجًّا* تَرَقْرَقُ فِي مَنَاكِبِهَا الدِّمَاءُ
قال: وأقامت قُريش بعربة فنخت بها، وانتشر سائر العرب في جزيرتها فنسبوا كلهم إلى عربة؛ لأن أباهم إسماعيل بها نشأ وربل أولاده بها أي كثروا، فلما لم تحتملهم البلاد انتشروا وأقامت قُريش بها.
2- "الجبال و الأمكنة والمياه" للزمخشري
عَرَبة: ناحية العرب.
3- "المصباح المنير" للفيومي
اللغة العربية ما نطق به العرب وأما "الأَعْرَابُ" بالفتح فأهل البدو من العرب الواحد "أَعْرَابِيٌّ" بالفتح أيضا وهو الذي يكون صاحب نجعة وارتياد للكلإ، وزاد الأزهري فقال: سواء كان من العرب أو من مواليهم فمن نزل البادية وجاور البادين وظعن بظعنهم فهم "أَعْرَابٌ". ومن نزل بلاد الريف واستوطن المدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب فهم "عَرَبٌ" وإن لم يكونوا فصحاء. ويقال: سموا "عَربًا"؛ لأن
البلاد التي سكنوها تسمى "العَرَبَاتَ" ويقال: "العَرَبُ العَارِبَةُ" هم الذين تكلموا بلسان يعرب بن قحطان وهو اللسان القديم، و"العَرَبُ المُسْتَعْرِبَةُ" هم الذين تكلموا بلسان إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام وهي لغات الحجاز وما والاها.
4- "لسان العرب" لابن منظور
واختلف الناس في العرب لم سموا عرباً، فقال بعضهم: أول من أنطق اللّه لسانه بلغة العرب يعرب بن قحطان، وهو أبو اليمن كلهم، وهم العرب العاربة. ونشأ إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام معهم فتكلم بلسانهم، فهو وأولاده العرب المستعربة. وقيل: إن أولاد إسماعيل نشأوا بعربة وهي من تهامة فنسبوا إلى بلدهم، وروي عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: خمسة أنبياء من العرب وهم محمد وإسماعيل وشعيب وصالح وهود صلوات اللّه عليهم. وهذا يدل على أن لسان العرب قديم، وهؤلاء الأنبياء كلهم كانوا يسكنون بلاد العرب؛ فكان شعيب وقومه بأرض مدين، وكان صالح وقومه بأرض ثمود ينزلون بناحية الحجر، وكان هود وقومه عاد ينزلون الأحقاف من رمال اليمن وكانوا أهل عمدٍ، وكان إسماعيل بن إبراهيم والنبي المصطفى محمد صلى اللّه عليهم وسلم من سكان الحرم. وكل من سكن بلاد العرب وجزيرتها ونطق بلسان أهلها فهم عرب يمنهم ومعدهم، قال الأزهري: والأقرب عندي أنهم سموا عرباً باسم بلدهم العربات. وقال إسحاق بن الفرج: عَرَبَة باحة العرب وباحة دار أبي الفصاحة إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام وفيها يقول قائلهم:
وعربة أرض ما يحل حرامها*من الناس إلا اللوذعي الحلاحل
يعني النبي صلى اللّه عليه وسلم أحلت له مكة ساعة من نهارٍ ثم هي حرام إلى يوم القيامة. قال: واضطر الشاعر إلى تسكين الراء من عربة فسكنها. وأنشد قول الآخر:
ورجت باحة العربات رجا*ترقرق في مناكبها الدماءُ
قال: وأقامت قريش بعربة فتنخت بها وانتشر سائر العرب في جزيرتها فنسبوا كلهم إلى عربة؛ لأن أباهم إسماعيل صلى اللّه عليه وسلم بها نشأ وربل أولاده فيها فكثروا، فلما لم تحتملهم البلاد انتشروا وأقامت قريش بها.