في مثل هذا اليوم رحل (23 مايو 2011).. وترك جرحا لا يندمل رغم مرورعام كامل ..
بعد يومين من الرحيل .
أنت .. وأنا (إلى والدي)
توالت الأحزان
وتكالبت الآلام
واشتد لهيب الأسى
واضطرمت نار الشجن
وأنت هنا لم تفارق
و أنت هنا لم ترحل
ما أنين الثكلى أمام هذا الأنين ؟
وما نحيب اليتيم أمام هذا النحيب ؟
وما دموع الأرامل أمام هذه الدموع ؟
وأنت هنا بمحياك
وأنت هنا بنظرتك
وأنت هنا بكل ما فيك
وأنت أنت كما أنا
لأنك كنت و ما زلت أنا
ولأنني كنت و ما زلت أنت
شهر أيار أو لنسمه ماي
وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة
يحييك أنت و يميتني أنا
تولد أنت من بين الأعشاب
يانعا مشرقا كما عرفتك
وأموت أنا بين ثنايا القهر
بين طيات الألم
هل كان قدرنا نحن الإثنين
أن نتبادل الأدوار ؟
حياة .. ممات ..
رحيل .. قدوم .
كل الصور أخفيتها
كل ما يشي بطلعتك البهية
أبعدته .. أعرضت عنه ..
لأنني أراك في ..
في نفسي
في قلبي
في روحي
في كل حركاتي
في كل سكناتي
أراك بين دمعة و أخرى
بين زفرة و أخرى
بين أنة و أخرى
وأنت أنت كما عهدتك
في ما مضى
وفي ما سيأتي من الأيام
جبلا في شموخه
جدولا في رقته
شمسا في عنفوانها
سنديانة في جلالها
قمرا في إشراقته
نجما في تلألئه
ليلا في صفائه
فجرا في عذوبته
يا أنا .. أسميك أنا
لأنك فعلا أنا
ولأنني أنت .
لا تقل لي إنك ....
لأني أعلم أنك لم ...
تعال ندردش قليلا
كما كنا نفعل على الربى
على التلال .. بين الوديان
تعال نغـُصْ بين الشجر
كما كنا نغـوص ونبوح
كما كنا نبوح
لنسترح قليلا قرب المنبع
رغم أنك استرحت الآن
بما فيه الكفاية
سأغفو قليلا لأراك في منامي
كما في يقظتي
لكن لا تذهب
ودعني أنهل من محياك
لا تذهب
لا تذهب .