في مساء السبت الماضي -26 - ماي 2012 - وبعد صراع مرير مع المرض فاضت روح والدي الطاهرة وصعدت إلى بارئها عز وجل.. إليكم هذه الأبيات التي أسعفني بها الشعر أخيرا.. هي أبيات أهديها إلى روح والدي تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته..
أبي ! دمعُ هَذا الجفنِ ما انْفَكَّ يَنْصَبُّ = وجمْرُ الأسى في القلبِ إثْرَكَ لمْ يَخْبُ
وهذي رُبوعُ الروحِ يَعلو أنينُها = رحيلُكَ عنها الحادثُ الجَلَلُ الكرْبُ
أتاني بليلِ البُعدِ نَعيُكَ عاجلا = تضِج بهِ المَوجاتُ* والألسُنُ الذُّرْبُ
إذا موجةٌ أهْوتْ عَلَتْنِيَ موجةٌ = بيَمٍّ كوجهِ الليلِ ساحلهُ رُعْب
فيَمَّمْتُ شطرَ الحزنِ والدمعُ زورَقي = وليلُ الأسى قد ضمَّني صدرُهُُ الرحْبُ
ومِجدافيَ الصبرُ الجميلُ.. فما طوى = بيَ البحرَ إلا صَوْبُهُ العَطِرُ العذبُ
رحَلْتَ وكل الناسِ - لا ريبَ - رُحَّلٌ = أفي الموتِ شكٌّ أمْ بسَكرتِهِ ريْبُ
وما كنتُ مِمَّنْ يجهَلُ الحقَّّ إذ بدا = ولكِنْ فراقُ الأهلِ مَوْردُهُ صَعْبُ
رحلْتَ فطيفُ الغَم بعدَكَ ماكثٌ = تعِزُّ به السلْوى.. يَجِلُّ به الخطْبُ
أوَيْتَ إلى رُكنٍ ببطنِ الثرى.. تُرَى = أيَعْرفُ من يُؤْوي بباطنه الترْبُ
كريمٌ تجلَّى في رضا الناسِ أصْلُهُ = وظلَّلَهمْ منهُ المودةُ والحبُّ
تقيٌّ بأكنافِ الدعاء مُقامُهُ = وفي روضةِ الأذكارِ يسعَى به الدرْبُ
وفي محْفل الخيراتِ طرًّا لهُ يدٌ = وبينَ جُموعِ الأتقياءِ له صَحْبُ
وللصدق في أقواله غايةُ المُنَى = وللخير في أفعاله المَرْتعُ الخِصْبُ
عليكَ سلامُ الله يا خيرَ والدٍ = وخيرَ صديقٍ لا يُمَلُّ بهِ القُرْبُ
إلى رحمة الله التي وُعِدَ الوَرَى = إلى جنة الخُلْدِ التي وَعَدَ الرَّبُّ