آخر 10 مشاركات
المادة والمادة المضادة (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          اللمعة الكافية في شرح الكافية (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          فجيعه (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          إلى ربّة الحرف الجيل ... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          في صندوق النسيان .... (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          .. يا ساقيَ السدرةِ اسْقِ القلب رضوانا ……….. (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          فوضى في المدى (الكاتـب : - )           »          ذكراك (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          امرأة من قطران (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عصام احمد من رفح-فلسطين : اطيب الاوقات واسعدها لكم الاخوات والاخوة ابناء النبع الكرام تواتيت نصرالدين من أنوار الجمعة وقبساتها : جمعتكم مباركة وطيبة تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال **طابت أيامكم بالخير والهناء**** عوض بديوي من من النبع : جمعتكم طيبة مباركة مقبولة مرفوعة بإذن الله، آل النبع الرام************ محبتي و الود

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 06-06-2012, 09:31 PM   رقم المشاركة : 1
قاص
 
الصورة الرمزية مشتاق عبد الهادي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :مشتاق عبد الهادي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 جلد
0 فضيحه
0 خيبة

افتراضي قطران

((قطران))


منذ أن ولدت وأنا في النار،ربما التيجان المرصعة بذنوب عائلتي هي التي جرجرتني وأنا جنين في رحم أمي إلى هذا المكان المكهرب دوما بومض السياط،كل ما أعرفه عن ساعات مولدي الأولى هو قيام الشياطين بتعميدي بالقطران بعد أن سقطت من تحت أمي على سلاسل التعذيب،كانت طفولتي وهج نيران والحان جلد وصراخ،أما شبابي فقد كان على وتيرة واحدة، أصحو صباحا على وقع أحذية الجنود الضخمة،أجد أمامي طاولة عليها ثلاث قنان،في الأولى ماء النار وفي الثانية قطران وفي الأخيرة رصاص مصهور،كان علي أن أشربها كلها بعد أن آكل القليل من العلقم،بعدها يأخذني الجنود المقنعون إلى حيث ينتظرني الجلد وسلخ الجلود، وبعد أن أتمم جدول التعذيب المقرر يقذفوني في الحمم البركانية للاستحمام،فأفقد آخر طرق الخلاص وأنا أشهد مرور موكب ملك النار على جسدي بعربات مسننة العجلات،فتمنحني ضحكاته المريعة أرطالا من العبودية وهي حصة الخضوع لمنهج اليوم التالي،أتحمل كل ذلك وأنا أنشد اليوم الذي أكمل فيه تسديد ضريبة الخروج من هذا الخراب،الضريبة قاسية وهي أن أمنح النار طنا واحدا من جلدي على شكل دفعات،أستطيع بعد سدادها أن أحصل على جواز سفر إلى الجنة حيث الرخاء والفراشات والعسل.
بعد جهد جهيد واظبت فيه على تحمل"شفت"تعذيب ليلي،تمكنت من دفع ما كان مقرر علي، توجهت فرحا إلى مقر المنجنيق حيث يقذف بواسطته المرحلين إلى الجنة،مفاجأة كانت بانتظاري حيث رفض ملك الجنة منحي"فيزا" الدخول لكوني رجلا غير مرغوب فيه،ربما اعتقدوا بأني عميل سري لملك النار،أو مدسوسا من قبله لأجل تنفيذ أعمالا تخريبية...؟كل هذه الهواجس انحشرت في رأسي بعد أن انزويت في فترة الاستراحة خلف أحد البراكين،أراقب من مكاني الارتفاع الشاهق لسور النار العظيم الذي استمر العمل فيه دهورا طوال للفصل بين الجنة والنار،يمر من أمامي شيوخ محدودبي الظهر،ينتظرون حلول موعد قضم تبرعات أبنائهم الذين تحملوا وزر العذاب المخصص لآبائهم العاجزين عن تسديد الضريبة،أتطلع للجميع والحسرات كالضجيج في صدري،هاهم أمامي عدد من الشعراء الأشرف والأجمل في هذه المملكة السوداء،الثائرون منذ الولادة الأولى لفجر هموم الناس،المحتجون على الطغيان من خلال قصائد تدسُ يوميا من ثقوب الجدار العظيم عسى أن تصل من خلال الجنة معاناتهم،هاهم أمامي يساقون إلى غياهب أجهل ويجهل الجميع أماكنها ليحصدوا هناك أنواع العذاب الإضافي،فما نفع احتجاجاتهم وما نفع تذمري...؟
كنت عائما وسط أمواج الرعب والمخاوف حين حدث انسلاخ مؤلم في جلدي الفحام،فإذا به يركض مسرعا ويصرخ بي"جبان...جبان"،لم أكد اصحو من صدمتي حتى شعرت بأن شفاهي المخيطة منذ أمد بعيد تقطع قيودها وتفر خلف جلدي الذي مازال يشتم ويلوح حتى اتبعته أحلامي المؤجلة دوما لتسحب معها وثائق كنت محتفظا بها،منها جواز خروجي من النار،وقوائم تسديد الضرائب،وصورة من نص رفض دخولي الجنة،كلهم فروا بعيدا بعد أن لوح لهم جلدي،حاولت أن أمنعهم من مغبة الخروج الغير قانوني،ففي تلك اللحظات كانت تمرق من أمام عيني آخر مبتكرات التعذيب،والتي سأنال حصتي منها إذا ما علم أحد ما بهذا الأمر، لذلك حذرتهم،أغريتهم،توسلت بهم،ثم ركضت خلفهم ولكن دون جدوى،فقد انهارت قدماي...أو ربما تمردت علي هي الأخرى،بقيت أراقبهم من خلال دوامة الوحشة والخوف وهم يتسلقون السور العظيم ثم يختفون .
***

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة






آخر تعديل سولاف هلال يوم 06-07-2012 في 03:52 AM.
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:33 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::