آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 07-21-2012, 10:44 PM   رقم المشاركة : 1
كاتب مسرحي





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :قاسم فنجان غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 قايين
0 نساء ثلاث
0 أنثى الشيطان

قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي القرين قصة قصيرة قاسم فنجان



"القرين"


قاسم فنجان قصة قصيرة

لما قرر أن يقضم الحبل السري لأمنا،طلسم بلغوه المرعب مؤكداً وعيده بالانعتاق،انتابني الفزع من إصراره الشديد فهادنته وسألته بانكسار أن يصغي لوجيب قلب أمنا المتخافت،أصغى فأدرك تضائل فرصتنا بالنجاة و أدرك أن الحال يتوعد بالزوال لذا قرر و القرار يرجع له دائما، أن يهب أحدنا حياته للآخر فالحياة لتوأمين في ظل رحم هالك لاتكفي .وقتذاك لم أكن أملك سوى رأس ساقني بخبث لإقناع توأمي بالاتفاق،توأمي الذي مس وهن رحم أمنا البائسة وخواء حبلها الأجوف فوافق على القبول و التضحية وقال : سأتخلى لك عما تشكّل في جسدي من جذع و أطراف شرط أن تحمل روحي مدى الحياة . فرحت بقراره حينما أدركت أن فرصة النجاة باتت وشيكة جداً و أن الخلاص من الظلام أصبح قريباً، لذلك هيأت نفسي للولوج إلى عالم الضوء منتظراً الولادة العجيبة ، الولادة التي رافقتها ولادة ظل مخاضها العنيف يمور في جسدي كالنار ، ولادة تمت في رحم أمٍ أهلكها مخاضين اشتركا في وأد حياتها الواهنة . ماتت أمي إبان المخاض العسير بعد أن خلفتني في رحمها ، أشاهد ببصيرتي مآل كينونتي العجيبة ، أراقب تفسخ جلد أخي الرقيق و ذوبان أطرافه الصغيرة في دم الرحم القاني ، تعوم فتات أطرافه الصغيرة فيلعقها بضراوة رأسي الظامىء للحياة ، يتهشم جذعه اللدن فيمتصه نسغ أطرافي المجنون بنهم وحشي ،يستحيل جرمه الناقص إلى طعام مجانّي وينحسر في جوف الحبل ،أطبق كالمسعور بكلتا شفتيَّ على فم الحبل السري، أمتص الدم و اللحم غير عابىء بما يدور حولي من هلاك و بفم أدرد أمضغ أشلاءه ليتلاشى بأكمله في جسدي أخيرآ.
اكتملتُ و لم أكترث لأيثاره المجيد حينما كان يكونني مخلفآ من عدمه وجودي، اكتملتُ بعد أن هلكت أمي و هلك جسد أخي الصغير في جسدي، اكتملت فأزفت فرصة النجاة و جاءت الولادة الغريبة.
توحد عجيب زرعته السماء بي ، توحد جعلني أعيش حياة مختلفة عن الآخرين ، قرين يشاركني جسدي و يعتاش على غذائي ، يصادر مسراتي له و يحتكر الأوجاع لي ، يتجمع بيِّ أينما يشاء و يتحلل فيَّ حيثما يشاء ، ينمو و تتسع آماله و يقوى ، يكبر و تتنوع مآربه و يشذ ، يأمرني فأسلمُ له أمري و أترك له عنان حياتي يسيرها كيفما يشاء ، يروضني بقسوة حتى أستحيل لخادم مطيع لهُ يحقق رغباته المنحرفة ، رغباته التي كانت تتضارب على ساحة حياتي لتحيلها إلى جحيم يجبرني فيه على تنفيذ المحال فقط .أحياناً أرفضها فيغضب مني و يزعزعني بتحريض جسدي الخاضع دومآ لسطوته القاهرة ، يأمره فيدفعني لإصدار حركات غريبةٍ ينتبه لها الآخرون فيخالونني مجنونآ ،ينفرون مني بعد أن أتهادى من جرائها و يتركونني مطروحآ على الأرض أرتعش كالمصروع ، حتى تقود الشفقة يد أحدهم فيلقي بثقله على جسدي و يخمدني مؤقتاً .
أوبخه على فعلته الشنيعة فيحزن و ينضوي في مكان مجهول مني ، يتأجج إحساسٌ بالألم أو الذنب لتوبيخي إياه و اعتقاله في جسدي .أتيه ساهمآ في محنتنا القاسية و أتغابى عن حالنا فتعرج زفراته الحارة من جوفي كالبركان تلسع جوف فمي بالنار فأدرك إنه قد استاء ، أبدأ بالتمسيد على جذعي و أمسح برقة على مواضع مختلفة من جسدي حتى ينقطع الزفير أخيراً و يحل محله دوي شخير ، شخيرٌ يتسلل بهدوء الى رأسي فأعلم أنني في هدنة وأعلم أنهُ قد نام أخيراً.
حينما يخالجني الفرح أحياناً يتظاهر بالسرور المزيف و يرقص من أجلي محولاً جسدي إلى مسرح له ، موظفني لحفله العجيب ملغياً دور المكان و مدى صلاحيته لهذا الرقص المخبول ، أخدعه في ذروة هيجانه و أتظاهر بالجنون ، مجنداً عواطفي و أفكاري ضدهُ ، ثائراً ضد جسدي الجامح ضديَّ بأمره ، تخشى روحه المتمردة على روحي من عدوى التمرد ،فيكف و يرفع سلطته مؤقتاً عن جسدي لأهدأ و يهدأ و نهدأ .
أبدأ بكتمان مسراتي عنه موشحاً ساعاتي بالحزن أمامه متحاشياً ابتهاجاته الغريبة ، يتلمس من خيوط نواياي المرتبكة مرواغتي الفاشلة و يرى جلياً خديعتي البائسة فيتوعدني بالعقاب . يأتي قصاصه القاسي على شكل تهاديات حاده ينفذها له جسدي التابع له في شارع مكتظ بالسيارات أو على رصيف مزدحم بالسابلة ، أنزعج فلا يول اهتماماً لانزعاجي ، أغضب فلا يكترث بي يزفر بقوة فتذكرني زفراته الساخنة بالحال المزري الذي أصبحنا عليه بعد الولادة . أعود لمداعبته و طاعته من جديد مقتنعاً بما يقول و أندفع طائعاً لتطبيق أي موعظة يأمرني بها و أقدر إدخالها مسروراً على حياتي مثلما يرغب .
ذات صباح قرر و القرار يرجع له دائماً أن يقتص من مديري الذي يمقته كثيراً ، أمرني بالانقطاع عن وظيفتي لفترة محدودة ، انصعت لرغبته فعاد و أمرني بعد ذلك بالعودة ، عدت إلى الدائره كعادتي متأخراً، كان المدير ينتظر بغضب وصولي و كان القرين يستكمل في الطريق خطة المجابهة و كنت أنا ساحة المعركة للطرفيين المتحاربين ، كانت خطته الباهرة تقضي أن أتكلم و أنظر فقط ، نظرت بغضب و تكلمت ففاجأني صوت غريب انبثق من داخلي كالعاصفة ، كان الصوت صوتهُ الذي أعلن لي عن نفسه لأول مرة ، امتزج الصوت الجديد بصوتي القديم و استحالت الغرفة إلى سديم مفتوح يردد بروع رجع صوتنا الخرافي ، ضج الصوت المخيف في كل شيء وأضفى هالة من روع و جلال استجاب لها الفضاء والمدير وضجت بها الدائرة. ماج هواء الغرفة بالرجع السحري فتحنط جرم المدير البدين وأخذ يتضاءل ويصغر حتى استحال أخيراً إلى قزم صغير، أما أنا فكنت أكبر وأكبر حتى تحولت إلى عملاق بدين ضاقت بحجمي الخرافي غرفة المدير الفارهة . سارت الأمور على مايرام قليلاً حتى حل مالم يكن متوقعاً ، تراجع صوته السحري بسرعة إلى رجع خافت تضاءلت على أثره ثم انبرى فجأة من داخلي دوي شخير مباغت ، شخصّت الشخير جيدأ فأدركت إن الشخير له ، لقد نام القرين بعد أن علقتني سخريته السوداء حائراً في كمين جديد ،حاولت الانفلات من المأزق الخطير فشرعت بالنط والارتعاش، أخذت أنطُ وأرتعشُ وأتدحرجُ لأقوض كمينه الكبير ولكن من دون جدوى، فالشخير كان يشتد و يشتد حتى أخذ فضاء الغرفة يضيق بي ويطبق على حجمي الذي كان يتصاغر بالتدريج حتى تقزمت أخيراً ، اما المدير فعلى العكس كان ينمو ويكبر حتى ملأ حيزه البدين فراغ الغرفة بأسرها. طأطأت رأسي خجلا ورفعته على صوت المدير الذي جاء مدوياً كالرعد ،غادر الدائرة في الحال ! أنت مطرود .
انتبه القرين بعد أن صحى من غفوته المؤقتة لخسارتي الوظيفة، فقرر والقرار يرجع له دائماً ،أن يعوضني عنها ، أمرني أن أزاول مهنة التأليف ثم اقترح عليّ الشروع في كتابة نص أسماه القرين ،لم أشأ أن أرفض طلبه الذي اقترحه عليّ في سوق مكتظ بالنساء ، فأنا أعرف سلفاً نتيجة الرفض، لذلك باشرت الكتابة وتركت له فضاء العرض ليؤسسه كيفما يشاء. شرعنا بالعمل سوية و عدنا منهكين تماماً، طلبت منه أن ينام بعد أن انهكته متابعتي إبان فترة التمرين ،انصاع كما لم ينصاع من قبل وجعل يترنم في النوم بشخير هادئ تسلل إلى روحي مثل وسن موسيقي،وسنٌ غفوت على أثرهِ مباشرة، مرت هنيهات سعيدة تذوقت فيها طعم النوم اللذيذ حتى اخترقني شخير متقطع تيقظت على أثره فزعاً ، صحى القرين الذي لا ينام ليسألني بشبق عن ممثلتين رصدهما بعين شبقه المكبوت وهما يمارسان السحاق خلف الكواليس ، لم أستجب في البداية لطلبه الرخيص ولم أبح له مضاجعتهن سوية حسب طلبه الذي طلبه بانكسار ، فطرحه لم يكن غريباً عليّ فأنا تلمست شبقه لأكثر من مرة و أعرف مدى ولعه بالشواذ من النساء ، استسلمت كعادتي لحكايته الجديدة و أطلقت العنان لخيالي بالتداعي دون أن أرضي فضوله المزعج بجواب شافٍ ، استحضرت ساعات التمرين في ذهني لعلي أرى ما رآه ، تمعنت بدقة في كل شيء فلم أجد أي شيء ، أسلمت أخيرا أن هذا هذر عابر من وحي خياله المريض أو مجرد هذاء محموم اعتراه من جراء الدوار الذي أصابه من أصابتي بالأنفلونزا ، حاولت ثانيةَ فحلَ شخيره الصاخب ليحسم الأمر بالنوم . نام بعد أن خلفنيّ في أرق دائم أقلب حكاياته التي لاتنتهي أبداً ، حاولت من جديد إيقاظه لكنه لم يكترث بيّ فقد ظل مستغرقاً في غفوته العميقة يحلم بإحباط آمال أخرى لي في غدي القريب الآتي .
تعاقبت المواسم و أنا في كل ساعة أخضع بحال قسري لطلباته التي تغيرت أشكالها بمرور الأزمان ، حيث أخذ يستعير عقلي متحججاً بأنه يريد إتمام دراسة أنشأها حول الممارسات الشاذة لبعض الحيوانات المنقرضة ،دراسة استلب أطرافي عنوةَ من أجلها ليخلفني بعدها مشلولاً لا أقوعلى الحركة ، أما جذعي فكان له نصيب وافر من تلك الاستعارات المريرة ،حين أخذ يقطع الماء و الغذاء عني ثم يسدل على عينيّ غشاوة أبدية لأعمى ، هكذا كان يتغير و يتطور بشراهة لتصبح فيما بعد جميع أجهزتي الوظيفية وسائل خدمية له يبرمجها بشكل قاس مدعياً مواكبة التطور في تجميد المشاعر و العواطف .
أنهكتني أوامره الطائشة و أحالت حياتي إلى رحم أشد عتمة من رحم أمنا العتيق ، رحم لاحبل فيه للنجاة لأنجو ، لذلك أدركت متأخراً ندمه على اتفاقنا القديم و تيقنت من شوقه الشديد للحياة، حينما أخذت مشاكساته الأخيرة تستشري بيّ كالورم الخبيث ، سألته مراراً أن يُهدئ من حركته بعدما أصبحتُ لا أطيقها بفعل كهولتي فلم يأبه بيّ ، ناشدته أن يحرر جسدي من سطوته فلم يكترث ، أمعن في مساره العدواني ضدي و هددني بخلق رحم في جسدي ،رحم يغرس فيه نطفاً شريرة منه لألد مسوخاً يتناسلون في دمي كالشياطين .
أفزعني قراره الأخير و أفزعتني أكثر فكرته التي توجها بالانفصال أخيراً عن جسدي، خالفته لاستحالتها فأسمعني نحيب روحه الموجع فبكيت ، شاهدني أبكي فبكى ، بلل دمعه الغزير هيئته الرقيقة فتجلت لأول مرة لي صورته العائمة في دمي ، شاهدته من خلال جلدي الشفيف ، كان يعوم في جسدي بجذع و أطراف و رأس ،تمعنت فيه جيداً فوجدته أنا، أنا الذي أرنو بنظرات حائرة نحو وجهي ، أنا الذي أحدق بأسى في جسدي الصغير ، يسربلني الحزن عليَّ فأبكي ، أستمع في لجة اليأس لوجيب قلبه يتخافت وأدرك أن الوجيب وجيب قلبي المحتضر، أتشمم رائحة الاحتضار المروعة فأدرك أنني صائر لا محالة إلى الموت ، تتناهى الرائحة الباردة إلى رأسي ثم تنساب بهدوء في أوصالي فأهوي منكفئاً على وجهي ، يزلزل ارتطام جسدي المباغت جسده الرقيق في داخلي فيصرخ :
آه !
أسمعه و لا أقو على الرد،أحاول أن أستقيم فأفشل وأنحني،أنحني فينحني ويقطع الشهيق وأقطع الزفير لينقطع نشيجنا إلى الأبـــــــد .



1992







آخر تعديل سولاف هلال يوم 07-22-2012 في 02:07 AM.
  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصائد مثلثية قصيرة خالد قاسم خالد قاسم شعر التفعيلة 11 02-12-2014 01:37 AM
فنجان حلم. جميل داري إنثيالات مشاعر ~ البوح والخاطرة 20 02-29-2012 05:22 PM
سيمفونية قصيرة خالد قاسم خالد قاسم الشعر العمودي 14 02-02-2012 09:58 PM
!!!فنجان من القــــهوهـ!!! عايده الاحمد نبع عام 10 05-13-2010 02:24 PM


الساعة الآن 08:17 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::