الأمم المتحضرة هي التي تستفيد من أبنائها جميعا انطلاقا من أن الانسان لا يكون ايجابيا تماما ولا سلبيا كليا ، وعلينا الاستفادة من كل ايجابية ولومن ا لسيء جدا.
وهنا وددت الوقوف مع ثلاث شخصيات ، وقول كلمة قد تكون مع رجحان المنطق ، و تصب في مسار حرية الرأي ،
وقول ما يجب أن يقال . ونحن أمة يجب عليها أن تبتعدعن العواطف ، وتنظر جيدا في آثار خطواتها لتواصل السير
بثبات و يقين .
هتلر : لست مع النازية ، ولن أكون مع من يسيء الى الانسان ولو بذرة ظلم . ان هتلر هذه الشخصية التي مهما يكن
هي المانية أو تحمل روحا كذلك بما فيها من تحد و غيرة على ماهو الماني ، ولا شك أن مازاد من انحراف هذه الشخصية نحو التطرف و التعصب هو ما تعرضت له السمعة الالمانية من اهانة على يد المنتصرين ، والخلاصة أنهم
صنعوا هتلر بأيديهم .
اننا لو تأملنا لوجدنا أن هذا الرجل نيته هي خدمة المانيا ، و الوصول بها الى القمة ، تدفعه الى ذلك وطنيته المفرطة ،
وحبه لهذه الأرض ، و محاولة الانتقام و الثأر لها من الأعداء الذين نسجوا اهانات الى البلد بعد انتصارهم في الحرب
العالمية الأولى و ما تلاها .
لقد قدم هتلر صورة الانسان الألماني المحب لوطنه ، الطامح للتفوق في كل شيء ، و المتحدي غير المستكين ، والرافض لأية اهانة . وان كان يرفض من هتلر ما بالغ فيه من عناد ، و ما ألحقه من ضرر بألمانيا عن غير قصد،
وما أساء به للبشرية . فان هناك ما يعتز به الألمان مما قدمه هتلر للألمان .
صدام حسين : نحن لا نقف مع صدام في بعض اساءاته الى شعبه ، ولا مع تهوره في مهاجمة دولة الكويت ولا
تكسير العراق بالزج به في حرب غير متوازنة مع الغرب رغم أن التخطيط من الأعداء معد مسبقا .
صدام حسين شخصية عراقية عربية ، دفعته وطنيته وطموحه القومي أن يسعى الى الوصول بالعراق الى مصاف
الكبار ، ومن ثمة يكون ذراعا قوية للجسد العربي وقلبا نابضا للقومية العربية التي يؤمن بها . وقد بلغ بالعراق
مبلغا ايجابيا من نواح كثيرة أمنيا واقتصاديا وثقافيا و تكنولوجيا و عسكريا الى حد أنه صار مستهدفا من
الأعداء من كل جانب كشخص و كبلد . ورغم ما أخطأ فيه فانه يمثل العز العربي ، و التحدي وعدم الاستكانة
ومات على أرض العراق لم يهرب ولم يستسلم ، و مثل بصوره الايجابية الانسان العراقي الذي تدفعه حضارة
دوما نحو الرقي و الطموح وعدم الانحناء و الجبن .
معمر القذافي : طبعا نحن لا نتدخل في خيارات الشعب الليبي، فأهل مكة أدرى بشعابها. نحن نتحدث عن الرجل
من الجانب الايجابي . لقد نادى بعزة العرب ، و كان همه أن تقف هذه الأمة ولا تنحني أو تضعف أمام الأعداء،
وظل يهتف بالقومية ، و بحق الضعفاء من الأقوياء ، ولا أدل من أنه كان يجهر بهذا ، بل رمى حتى بميثاق مجلس
الأمن أمام مرأى العالم في الأمم المتحدة ، و فضح ظلمهم ، وما أقدم على ذلك من قبله أحد ، وقولاته وجولاته في
هذا المجال معروفة ، كما أنه في عهده كانت الدول تحسب ألف حساب قبل الاساءة الى ابسط مواطن ليبي . أن
الرجل يبقى مهما أخطأ أوتهور أو أساء ليبيا عربيا ، و يحسب له تحديه الأعداء ، وطموحه ، و فكره وتشبثه
بالموت فوق أرض وطنه كما تعهد . يبقى أ أساء أم أحسن حكم بلده ليبيا فالرأي لشعبه وهو الفصل .
التوقيع
تـذكّـــــري مَـن لم تُحِـــــبِّيـه = والقلبُ أنتِ دائِــمًا فــيـهِ
ديْن عليكِ سوف يبقَى عالقًا = وليس مِن شيءٍ سيُلغيهِ
العربي حاج صحراوي .