والكلمةُ ناسِكةٌ في مِحرابِ العِفّة ، راهِبةٌ في قدّاس التَقوى، زاهِدةٌ تتعبد كَي تَصلَ الجنّة.
(2)
والكلمةُ لا تُكتَب عَلى عَجل إذ أنّها حفيدةُ الوَقت، والكلمةُ لا تُقرأ عَن قُرب إذ أنّها امتدادٌ للمساحة ، أمّا الفكرة; فهي الجذر المتأصل للكلمة.
والكلمة ، تحتاج إلى مسافةٍ كي تسافر عبرها نحو محراب الصدق، وعليها أن تتعرض لعوامل التعرية الطبيعية من انصهار مع الذات الكاتبة وتجربته الحقيقية ضمن مدار الأقدار ، حتى تَخرج بهذا الألق وتستقر في الأعماق المتلقية كهديةٍ من السماء .
والكلمةُ يقتلها الزيف، تُحييها أنفاس قضايا المظلومين إذ تستنشقها دفاعاً لا هجوماً .
( 3 )
كان يَقفِز بمهارةٍ فوقَ جميع الأسئلةِ التي تطرحها عليه دون أن تتلطخ ثيابهُ بقطرةِ خطيئةٍ واحدة تجاه أنهارها الجارية من الدماء.
ملاحظة : الضمير (هي) يعود على الكلمة، أمّا الضمير (هو) فيعود على الطغيان .