أوراق للريح ..او للمسؤول / الحلقة 1، بقلم أسماء محمد مصطفى
أوراق للريح .. او للمسؤول
أسماء محمد مصطفى
هي أوراق مستلة من عمودي الأسبوعي في صحيفة المشرق ، تحمل بعض هموم المواطن التي أطلعُ عليها بحكم عملي الصحافي ، وأكتبُ عنها .
تلك الهموم التي أعايشها عن قرب او يطلعني على شيء منها المواطنون الذين يتواصلون معي ومع الصفحة التي أديرها ، لبث مشاكلهم وشكاواهم ، بحثاً عن بصيص ضوء وأمل .
الأوراق أطلقها للمسؤولين ، كلّ على وفق إختصاصه ، فإن لم يكترثوا لها ، أطلقتها للريح . حينها قد تكون الريح أحنُّ عليها من البشر أنفسهم !!
*********
الورقة الاولى :
الدراسات العليا .. حلم مشروع غير مشروط !!
لعلّ طلب العلم هدف إنساني كبير يصب في خدمة الإنسان والمجتمع والوطن . ولعل من حقوق الإنسان أن يجد متسعاً له لإكمال دراسته العليا بلا عوائق . لكن الذي حصل عندنا أنّ بعض العقبات وقفت أمام طموح البعض ، فقد اشترطت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على المتقدم لدراسة الماجستير لهذه السنة أن لايكون من مواليد ماقبل الأول من أيلول 1969 ، أي لايحق لمن ولد في السنة نفسها قبل شهر أيلول وإن كان بيوم ، أن يتقدم لدراسة الماجستير !! من غير أن نعرف لماذا هذا التحديد بشهر أيلول صعوداً ؟ بل لماذا نحصر طلب العلم بسن معينة ؟!!
لايخفى على الوزارة وإدارات الجامعات أن الظروف الاستثنائية التي مرّ بها البلد ومازال ، وقفت أمام تحقيق الكثيرين أحلامهم ومنها أن يستكملوا دراساتهم العليا ، فهناك من أضطر للسفر ، وهناك من انشغل باستحصال قوت يومه ، وهناك من ابتلي بواقع شخصي مرير ، فلماذا نزرع المزيد من الشوك أمام من عانى ومازال يعاني الأمرين في واقعه ؟
إننا ندعو وزارة التعليم الى إعادة النظر في شرط العمر ، ولتطلق أنفاس الأحلام من معتقلها الى آفاق الحياة ، لكي يستنشق الحالمون الطموحون نسمات الأمل ، فقد ضاع على العراقيين الكثير من الفرص التي كان يمكن لهم استثمارها في وقته لولا الأوضاع الاستثنائية التي تعرضوا لها ، ولا نظن أن إطلاق الاحلام أمامهم يضر أحداً ، فلماذا التحديدات والعوائق ؟!
أليس من الإنسانية والعدل أن نترك متسعاً للعراقيين ، ليواصلوا الحلم بلا منغصات ، لاسيما إن الحلم يصب في خدمة العملية التعليمية والوطن ، وما الذي يضير أن يستكمل مَن تتوفر فيهم الكفاءة والمعدل العالي دراستهم ؟
ثم أليس من الظلم أن يكون شرط العمر سبب غلق الباب بوجه مَن معدله عال ٍ ؟!
إننا نتمنى على الوزارة أن تضع الأمور في كفتي ميزان ، وترى أيّ الكفتين ترجح .. حتى لا تصادر حلماً مشروعاً ، وتزيد من وطأة الألم الذي يعانيه الكثيرون من جراء الإحباطات .
ونقترح أن تأخذ بعين الإعتبار لمَن تجاوز العمر المحدد ، إنجازاته وأعماله وطبيعة عمله ، إذا كان لابد من ذلك ، مع إننا نفضل أن يكون الباب مفتوحاً أمام الجميع بلا شروط إذا كانت شروطاً يمكن الاستغناء عنها ، من أجل هدف أسمى يتجلى في مضمون : اطلب العلم من المهد الى اللحد . وهذا خير مثال على إن طلب العلم غير مشروط بالعمر .
التوقيع
هي تذكرة الى مدن الحب والورد .. مدن الحلم .. مدن القمر .. مدن الحزن .. مدن الأمل ..
فالحياة محطات سفر ، والكلمات كذلك ..
*****
تذكرتي وكل خلجاتي مهداة الى أسرتي الجميلة
آخر تعديل أسماء محمد مصطفى يوم 10-02-2009 في 03:51 PM.