(الهروب إلى أمس)
(1)
المساء ...
ترمل النهار عن ضوئه
أقفل راجعا إلى الطفولة
(2)
المديه التي تجرحني
أتركها على رصيف الشحاذين
أسير إلى نهاية الشارع...
بجيوب فارغة .
(3)
حين تعشق العيون
وسائد الليل برائحة النهار
تسقط على السرير وحيدة إلا من الفراغ
أتلمس عيوني وأنا داخل الحلم
(4)
تجر النوارس الأنهار
بخيط ريشها ...!!!
لترى أصادف الشمس بعيون الضفادع
أغتسل بالنوم قبل أن أنسى رأسي
(5)
أترتدي سترت الفراغ
لأرى العالم من ثقب في الغيم ...
أمطر قراطيس المدن بالمطر المتحجر في أصابعي
(6)
أنت وصيته على روحي
فلا تذوقي طعم ملح الفنارات
التي أغرقت سفني
وأنا لم أثمل بهواء البحر
أختار أقرب ميناء إلى كفي
(7)
تجرحين هواء تنفسي
بسيف أغانيك ...
المسورة بقطار أخر المدن
أخرج من المحطات ...
لأرى لون حنجرة العصافير بعد الغياب
(8)
يتحجب القمر بتيه الغيم
وحيدا دون المطر ...
أشعر بالبرد وأنا في طريقي إلى السرير
(9)
كي أراك أنام قرب نفسي
أدخل أسوارك كحالم
لا يعثر على شكل أحلامه
(10)
الصمت بلور الكلام ...
أحمل صليبي كي يولد حلاج جديد
(11)
تبقين أنت قفص طائر روحي
أتجه إلى الشرق لأفك شفرة القلب
الذي بقى بين يديك .
(12)
كلما توغلت فيك
أكون كالطفل الذي يوغل في ضياعه
على حافة عزلة فقد والديه
(13)
أبحث عن طفولتي
أجدها في طفل ...
بنى مدنه من الرمل
عندما كبر أدمن السعال لكثرة الغبار في حنجرة
أحلم بأنثى تعيدني إلى طفولتي
(14)
الغيم مهد المطر
تأرجحه الريح ..
يأتي رعد الأحزان في أغاني الغجر
أبتكر مطرا أخرى دون الغيم
(15)
سأنتظرك حتى تراب الأحزان
أرمي قلبي كقطرة دمع إلى المزهرية
تنمو أزهار البنفسج في أكفي