دومري الشرق ملّ الفوانيس القديمة
زمن حافة الموت يتغلغل داخل رقاص ساعتي
تتعالى صراخات الأجساد الأخيرة
والمُزن يستحي الهطول هنا ويتعانق الشقيقان
لا مفاضلة بينهما الحنون هنا قاسٍ هناك والعكس صحصح
الموت والحياة
وجهان لكينونة واحدة ..
وأنا وحيد
لا أشبه جميعهم
نُبلي لا يبيحُ لي فهم لغاتهم
يحسبونني أبلها ً ولا أجيد اللغات
كلّ واحدٍ هنا هو آخرٌ لآخر
وكلّ واحد هنا هو الجدير وحده بالحياة
يمنح الآخر الموت
يرى بموت الآخر حياته
وأنــــــــــــا .. ميتٌ وحيّ
وأيضا وحيد
- نسائمك الشهية تزور صباحاتي ..مساءاتي .. لياليّ .. نهاراتي
محملّة بنبضك المفعم بالحب والحياة
وحدها تسرقني من حافة الموت إلى أزمنة أخرى
زمن الياسمين والثلج والنرجس
زمن اللمسة الأولى ، القبلة الأولى ، الهمسة الأولى بكلمة أحبّك
زمن الموسيقى والرقص والغناء
وحدها أناملك تكفكف دمع الياسمين
وعيناك تبرّئ آنين الشرق بأنوارها الخضراء
هُبّي نسيما دائما ليستفيق العشب من إغماءة ركضهم الجائر
ليأتي أيلول بكراً ويحمل لنيسان حكايا نبضنا
لأمنحك قبلة الأمير ..
عبد الكريم سمعون ...
أستطيع أن أميّز متى يكتب وهو في حالة تجلي / أو في حالة عدم التجلي
أستطيع أن أعرف متى يكتب لأن ّ شيئا ما بداخله يتحرك ، ويريد الخروج للنور
ومتى يكتب لأنه يريد أن يكتب ...
أستطيع أن أعرف متى يكتب ُ النصّ أو النص يكتبه ..أو كلاهما يكتب الآخر ..
هنا ...
عبد الكريم يكتب في حالة تجلي
ويخرج ما في كوامنه ، فجاء النص مذهلا
عميقا ، ينساب ُ بسلاسة ، ويجعلنا نتتبع حروفه
وهي ترتقي بنا حيث يريد ...
هنا توقفت / تأملت / وما زلت هنا ..
يكفيك أنك أنت
مودتي يا صاح
الوليد
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون