الشاعر الألماني الحائز على جائزة نوبل يمدح الخبير الذي كشف البرنامج النووي الإسرائيلي في ديوان جديد.
ميدل ايست أونلاين
بطل من ايامنا!
برلين - أشاد الأديب الألماني غونتر غراس حائز جائزة نوبل للاداب في قصيدة جديدة بالخبير النووي الاسرائيلي مردخاي فعنونو الذي كشف وجود برنامج نووي لبلاده، في خطوة اعتبرتها الصحافة الألمانية استفزازا جديدا للدولة العبرية.
وفي ديوان مؤلف من 87 قصيدة صدر خلال اليومين الماضيين في المانيا، يصف الشاعر الالماني البالغ 84 عاما والذي يعتبر شخصا غير مرغوب فيه في اسرائيل، مردخاي فعنونو بـ"البطل" و"النموذج"، بحسب مقتطفات من قصيدة بعنوان "بطل من ايامنا" نشرتها وكالة الإنباء الالمانية "د بي أي".
ومردخاي فعنونو التقني النووي السابق البالغ 57 عاما والمتهم بـ"التجسس" حكم عليه عام 1988 بالسجن 18 عاما بينها 11 سنة في الحبس الانفرادي، بعد كشفه معلومات سرية عن البرنامج النووي في إسرائيل لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية.
وهو ممنوع من مغادرة الأراضي الإسرائيلية ومن لقاء اجانب. وكتب غونتر غراس "هذا يسمى بطلا، كان يأمل خدمة بلده من خلال كشف الحقيقة".
وفي تعليق لوكالة الصحافة الفرنسية، قال فعنونو الاحد انه "سعيد جدا لكونه في رابطة غونتر غراس".
وقال العالم الاسرائيلي الذي تحدث بالانكليزية لرفضه التكلم بالعبرية "فعنونو سيكون سعيدا في الحصول على لقب شخص غير مرغوب فيه من وزارة الداخلية في اسرائيل، بذلك يمكن طردي من اسرائيل".
وردا على سؤال وكالة الصحافة الفرنسية، سخر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ايغال بالمر من قصيدة الشاعر الالماني قائلا "غراس لم يسع، مع هذا الإصدار الجديد، إلى الالتزام الدقيق بالوقائع التاريخية. لكنه بتجاهله كليو (الهة التاريخ في الميثولوجيا الاغريقية)، لم ينجح غراس في لقاء كاليوبي (الهة الشعر في الميثولوجيا الاغريقية)، وفي الإجازة بالشعر لم يتبق لديه سوى الاجازة".
وعلقت صحيفة بيلد ام سونتاغ الالمانية الواسعة الانتشار ان "غونتر غراس يغضب مجددا اسرائيل"، في حين رأت صحيفة برلينر مورغنبوست ان ما قام به الشاعر الالماني "استفزاز جديد".
وفي 2006، اقر غراس الحائز جائزة نوبل للاداب عام 1999 والمعروف بمواقفه اليسارية، بانه انضوى في شبابه في وحدة النخبة للزعيم النازي ادولف هتلر.
وسبق وان جدد غراس انتقاداته للترسانة النووية الإسرائيلية، محذرا من مخاطر شن إسرائيل هجمة عسكرية على إيران.
وقال غراس "84 عاما" في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية في محل إقامته بمنطقة بيليندورف شمالي ألمانيا "إذا هاجمت إسرائيل المنشآت النووية - من المحتمل بقنابل ورؤوس حربية عادية وتقليدية - فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حرب عالمية ثالثة".
ودافع غراس عن القصيدة التي هاجم فيها السياسة الإسرائيلية إزاء إيران، متهما منتقديه بالكراهية.
وكان غراس وجه انتقادات حادة إلى السياسة الإسرائيلية إزاء إيران، قائلا إن "إسرائيل، القوة النووية، تهدد السلام الدولي الهش بطبيعته" وذلك في قصيدة نشرت الأربعاء في عدد من الصحف الألمانية بعنوان "ما يجب أن يقال".
وأشار غراس خلال تصريحاته إلى الوضع المتفجر في الشرق الأوسط، والذي من الممكن أن يتفاقم بشكل كبير إذا شنت إسرائيل ضربة وقائية ضد إيران.
وذكر أن الهجمات الوقائية غير مبررة، مضيفا أن ذلك اتضح خلال حرب العراق الأخيرة التي بدأت باتهامات غير سليمة بأن صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل.
وأضاف أنه لم يتم حتى الآن إثبات أن إيران تمتلك قنبلة نووية أو نظام صاروخي بعيد المدى، موضحا أنه أراد من قصيدته السياسية أن يدعو كل من إسرائيل وإيران إلى وضع منشآتهما النووية تحت الرقابة الدولية.
وذكر غراس أن الخطأ الذي ارتكبه في القصيدة أنه تحدث عن إسرائيل وليس عن الحكومة الإسرائيلية على وجه التحديد، مضيفا أنه يشعر بتعاطف كبير تجاه إسرائيل.
وأكد أنه يفضل كرؤية سياسية تأسيس دولة اتحادية بين المناطق الفلسطينية وإسرائيل، إلا أنه أشار إلى أن هذا الأمر لا يمكن طرحه في الوقت الحالي.
واتهم غراس جانبا من الصحافة الألمانية بالكراهية ومواصلة عدائها له والذي بدأ عام 2006 عقب ظهور سيرته الذاتية.
يذكر أن غراس أثار جدلا كبيرا وواجه انتقادات حادة عام 2006 عندما اعترف بشكل مفاجئ في سيرة ذاتية عنه بأنه انضم في نهاية الحرب العالمية الثانية، وكان آنذاك في السابعة عشر من عمره، إلى سلاح "إس إس" النازي الذي كان منوطا به حراسة المعتقلات إلى جانب خوض أعمال قتالية.
وواجه اتهامات بافتقاد النزاهة الأخلاقية إذ أنه حرص على مدار عقود على إخفاء انتمائه إلى سلاح "إس إس" النازي في الوقت الذي كان يوجه فيه انتقادات علنية لآخرين لهم ماضي نازي.
وذكر أنه لم يتم استيعاب الهدف من قصيدته عن إسرائيل، بل تم ربطها بأشياء ليس لها علاقة بالقصيدة، مثل انضمامه ضد رغبته إلى سلاح "إس.إس" النازي.
ووجه انتقادات حادة إلى بلاده بأنها على الرغم من تاريخها النازي فإنها تحتل المرتبة الثالثة على مستوى العالم في تصدير الأسلحة، وقال "هذا أمر مخزي"، مضيفا إلى ذلك عزم ألمانيا تصدير غواصة سادسة لإسرائيل تستطيع إطلاق صواريخ متوسطة المدى محملة برؤوس نووية.
ورفض اتهامات منتقديه بأنه تحدث في قصيدته عن الأسلحة النووية لإسرائيل فقط، موضحا أن الهدف من قصيدته هو طرح هذا الموضوع المحظور أمام الرأي العام على نطاق واسع.
وذكر أنه استبعد عن قصد التطرق إلى السياسة الاستيطانية لإسرائيل وتصرفاتها كقوة محتلة، لأن تلك الأمور ينتقدها الرأي العام .
الى ذلك قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه غير مندهش لوصف الكاتب الألماني غونتر غراس الذي أخفى لعقود عضويته في منظمة "فافن اس اس" النازية لاسرائيل بأنها تهديد للسلام العالمي.
وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو "مساواة غونتر غراس الاخلاقية المخزية بين اسرائيل وايران التي ينكر نظامها المحرقة ويهدد بمحو اسرائيل لا تشي بشيء يذكر عن اسرائيل وتشي بالكثير عن غراس".
واضاف نتنياهو "على مدى ستة عقود اخفى غراس حقيقة انه كان عضوا في (فافن اس اس) وبالتالي فان وصفه للدولة اليهودية الوحيدة بانها اخطر تهديد للسلام العالمي ومعارضته لتزويدها بوسائل الدفاع عن نفسها ربما لا يكون امرا مثيرا للدهشة".
وكتب غراس -الذي فاز بجائزة نوبل للادب عام 1999 عن روايات مثل "طبل الصفيح" التي توثق فظائع التاريخ الألماني خلال القرن العشرين- في قصيدته "أنا لن أظل صامتا لأنني سئمت من النفاق الغربي".
واضاف نتنياهو "ان ايران وليس اسرائيل هي التي تمثل تهديدا للسلام والامن العالمي. ان ايران وليس اسرائيل هي التي تهدد بمحو الدول الاخرى... يجب على العقلاء في كل مكان التنديد بقوة بهذه الاقوال الجاهلة النكراء".
التوقيع
ممن اعود ؟ وممن أشتري زمني ؟ = بحفنة من تراب الشعر ياورق؟