ذهبت مسرعا
دون وداع
وصلت آخر الدرب ،
هذه هي الحافلة الصغيرة
التي ستأخذني الى المدينة !
عندما جلست إلى جانب السائق المُسن
قال لي .. انت تتحدث عن مدينتك بحُب،
عندما رأيتك قلت لي
خذني الى مدينة الحب !!
أنت يا ولدي لكَ مدينةٌ من الحب ..
وأنا في حصراتي لم يبقى حجرا
من تلك المدينة
التي ماتت على صدري
عشتُ وحيدا
دون أهل
دون أبناء،
في لحظةٍ مجنونة
خرج مني رجلٌ
يقول شعرا حزينا،
حين انتهى
صفقت له وبكيت،
سائقُ الحافلة ينظر الي
والدموع تسيل من عينهِ بحرارةٍ شديدة.
عندما مدَ يده على كتفي
اقتلعَ من قميصهِ زرا
وطار كدخان .
قلتُ له . لنقف قليلا هنا ..
جلستُ قرب
شجرةٍ يكسوها الغبار
رسمت بأصبعي
وردةً ووجهٌ مبتسم
أصبحت الوردةُ كَشَلِ أنثى بيضاء
حلمتُ ان تكون حبيبتي .
تتنفس، تناديني،
حين وصلت رأيتُ
مدينتي يكسوها الدمار
لا شجرةً خضراء
لا انسان، لا حبيبتي
تحول كل شئ الى بحر
ارتديتُ احزان السائق
ارتديت جنون شاعر
وغرقتْ !
ارتديت النهاية
وعدتْ ..