قالت المرأة .. مابال الايام تشبه بعضها فلا جديد يفتح لي أفقا أستعين به على الاستمرار .. ما بالها تكثر من النواح والعويل ..؟؟ تكثر من الصمت والجمود ..!؟ تقول الاخرى .. هي من العمر حسابات وقوانين .. أقدار تحيط بنا كالجدران الاسمنتية فتختنق الروح بحثا عن نسمة هواء نقية ..! تقول شهرزاد .. تظل حكايات الوجع سرا من اسرار هذه الحياة التي لم تعد تعرف الى أين تمضي .. آه شهريار .. كم أحتاج الى سيفك الان ومسرورك الاعمى الذي يقطع الرقاب ..كم ..وكم.. وكم ! ولكن ! في مهمهات الصمت الذي يغلق بوابته عليك لم يعد لك صدى صوت ..!! لم تعد بك قوة لاستنفار الجند ..!!! تقول المرأة الاولى .. الهجرة الى أين تكون ولا مكان يسمح لنا بالوصول اليه ..؟؟؟ تدرك الاخرى أن الصمت أجدى ..!! شهرزاد تواصل البوح ..تواصل النوح .. تنتابها رغبة عارمة بالغوص في دجلة .. يمنعها عسكر يحيطون بالمكان تصرخ: أنا شهرزاد ملكة البلاد منذ آلاف الليالي والليالي تعمدت في دجلة وخرجت من ماء الفرات .. أيمنعني عسكر مجبول على الخطيئة من اعلان طهر الايام ..؟؟؟ تقول المرأة .. لماذا يصمت الجميع ..؟ الدم يسيل عبر الممرات وفي السواقي والجداول ولا خلاص ..! شهرزاد تقاوم العسكر .. ترمي بنفسها في عمق دجلة هناك حيث تسكن بحثا عن الهدوء والامان .. صدى صوت يخترق عباب السماء : اعشقك قبل المبتدأ وبعد المنتهى .. يملؤني عشقك يا وطني سحرا لا يقاوم ينمو في الروح كأشجار الزيتون فيمنحها السكينة والسلام... والمرأة تظل متوسلة أن تفتح البوابات كي يخرج الصوت في أعلى مداه ..!!
صرتُ لا أملك إلا أن أستنطق بقاياك .. لعلها تعيد إليّ بعض روحي التي هاجرت معك..