\
في عتمة الليل
بقايا عشبٍ يابس يبحثُ عن وجوه
بلا أقنعة
ونفوس بلا نقاط سوداء
وخوف يلبس الوجوه
ويتقمَّصُ الخطايا
جدرانُ غرفتي تقتلُها الوحدةُ
كلُّ الأماكن خرجت لتدورَ حول قدمي
تعاندني الخطا
فتتكسّر خطواتي
مع شظايا البلّور المتناثرِ
كلما حاولت أن أبسطَ يدي قطعتها العتمةْ
أبحث عن نفسي
لا أحد يناولني إياي
لحظات لفَّها الصمتُ
هذا الصمتُ القابعُ في ركن الغرفة
أخرسُ لا يجيدُ الصراخَ
يئِدُ نبضَ قلبي
ويكفنُ صوتي
لا أحد يصدّق عندما أخبرُهم
أنّ الأشجار أيضاً تحتضر
والورودَ البيضاء جثثٌ تملأ الطرقات
والنائمون في العراء يقتاتون الهشيم
يتناثرُ فوقهم ريشُ الغربان
والحمائمُ تعلّمُ همومَ الانكسار ْ
مساماتُ الصبر غلَّفها الترابُ
وأنا أرتدي غثيانَ الغبارْ
لأطفئ لهيبَ قلبي المشبوب
وأغطّي أوردتي المِجمرَة
ومن داخل بؤبؤٍ تاه في عتمة الخراب
وبدني لا زال يهتزُّ
أحدِّقُ في جفون النجوم
لأقطعَ من نورها لآلئ نبض
أنثرُها على كائنات رمتها أرحامٌ مخرومة على قارعة الطريق
لعلَّ الليلَ يتحرَّكُ
ويقرعُ ناقوسَ اليقظة
يتمدَّدً الصوتُ
ونعودُ نشعرُ بما لا نشعر!
\