نحن الذين هجرنا وهاجرنا نعرف جزء كبيرا من الحقيقة رغم إن الذاكرة معطوبة أدخلتنا الهجرة والظروف القسرية التي تمارسها الغربة على أرواحنا إلى عالم الاختيار، وكان أكثرناأختياراته قسرية أو لا خيار إلا من ضمن الموجود بعضنا سلخت رغباته وقيمه ، واخربصق على أخر مبدأ كان يحتفظ به للذكرى وأعتبرها موضة وانتهت ،ووسط زحمة النفاق نكذب لنعيش بأمان تركنا الوطن من ورائنا مذبوحا بين الجزارين تنافسوا وتعاهدوا على تهمشيه وتقطيعه وتهديمه ليقدم على طبق من ذهب للسراق والخونة وبائعين الهوى والضمير الإنساني والحيواني ومن مفخخين أحزمة ودراجات وسيارات وعربات وحتى خرخاشات وبالونات وأبنائه في الداخل والخارج
يعانون الأمرين والحرمان من عبق وذكريات رائحة الوطن الأم التي بها تتعافى نفوسنا وتطمئن ولا نشعر بذل الغربة وما يمنه علينا الآخرون من شفقة أو مساعدة ، لا خلاص لنا من هذا العبء الأزلي والشعور بنقص الوطن، سنين العمر تتهاوى وتتجلى وربيعنا بات خريفا نمني النفس بالرجوع إلى ذاكرة الزمن الماضي إلى طفولة مبهمة لاذا كرة مشئومة ولاشيء يفرقنا أو يفصلنا عن بعضنا البعض نحيا بأحلام وردية ومستقبل زاهر وحياة نضرة هذا ما كنا نتوقعه لنا من الوطن حين نكبر مجدين دؤبين عقولنا تضرب الأرض أملا، حب الوطن والتمسك به هو مبدأنا الأول ،من منا يفكر العيش خارج الجنة . من منا يختار العيش، خارج جنة الوطن نفوسنا أبية تأبى الرحيل إلى عالم المبهمات،
مستأنسة بالوطن رغم ضنك العيش والسيوف المسلطة على رقابنا ورغم عبوديتنا، لأولئك الأسياد لكن أدميتنا مثل ألفراشة الحرة لها طقوسها، في الغربة ابحث عن أخ قد تاه مني في الزحمة، قدمت كل القرابين لأجده بحثت عنه بين الزهاد والشرذمة تخلى عن وجهه واختار وجها أخر غير الذي عهدته ليعذبني في العثور عليه وحين عثرت عليه سألته ، أنت أخي ، قال لا لم اعد كذلك وحسرتاه على أخي الذي ضاع مني في الغربة ، لازلت أبحث عن أخ في الغربة من منكم يتبرع ويكون لي أخ في الغربة ....... فليرفع يده ؟؟؟؟؟؟؟