رد: في ضيافتي \ مع الكاتب المسرحي المبدع قاسم فنجان
أستاذنا المكرّم المبدع الكبير قاسم فنجان تحايا عابقة بالتقدير والمحبة لشخصك وفكرك وحرفك ..
نتابع هذا الحوار الشيّق والذي يُعتبر مرجعا فكريا وأدبيا وثقافية ..
آملين من الله أن لا تطول فترة غياب سيدة المكان المحاورة القديرة الأخت سفانة ..
أتوجه بالشكر للجميع ومن ثم أبدأ بمداخلتي ..التي أطمح لها أن تنال رضى ذائقتكم وتشحذ همّتكم لإجابة موّسعة
يا سيدي من المعروف أنه في الربع الأول من القرن الماضي والسنوات الأخيرة من القرن ما قبل الماضي كانت السينما تُدعى السينما الصامتة ..وهي عبارة عن عرض أداء الممثلين وحواراتهم وكلامهم ليس مسموعا بل كان يُطبع على الشاشة ..
ورغم لا واقعية هذا الأمر إلا أنه لم يكن يثير استهجان أو استغراب الناس وقبلوا بغياب الصوت وأقتنعوا بنصف الحقيقة الواقعية أو جزء منها على أنها كاملة ..مضافا إليها بعض تأثيرات اصطناعية ..
وبعد سنوات ظهرت السينما الناطقة فتبين للناس أنهم كانوا في ضلال وتعرضوا لخدعة كبرى حين زعموا أن السينما الصامتة حقيقية وواقعية ..وبدأ الناس يسمعون صوت الممثل مع صورته وبعض أصوات الطبيعة من حوله مع موسيقى تصويرية ..وأقتنعوا أن السينما تداركت نقصها من تقديم نصف الحقيقة إلى تقديم الحقيقة الكاملة مع الصوت والصورة ..
وبدأوا يشاهدون الأفلام ويعايشوا أحداثها بإنفعال من يعايش الواقع فعلا..
أما السينما كانت ترى أن تطورها زيادة كسب وفرض هيمنة وتأثير أكثر على عقول وعواطف الناس وكانت دائمة البحث عن وسائل وتقنيات تساهم في استمراها وتجديد قدرتها على إيهام الناس بالحقيقة ..
( طبعا هنا يجب أن لا ننسى أنه حتى الصورة السينمائية بحد ذاتها ليست حقيقية بل هي وهم أو خيال صورة )
وبعد سنوات أيضا ظهرت للوجود السينما الملونة ... فضرب الناس على رؤوسهم وأهتزت قناعاتهم من جديد واستغربوا من أنفسهم كيف كانوا يتقبلون صورة العالم بلا ألوان ويقتنعون أنها حقيقة واقعية في حين أن العالم الحقيقي من حولهم يضجّ بالالوان ،
وبعد أن استفاقوا من صدمتهم فرحوا مجددا لأنهم في هذه المرة حصلوا على الصورة الحقيقية كاملة بالصوت واللون والصورة ..
وبعد سنوات من التطور واكتشاف بعض التقنيات .. عادت السينما لتقديم جرعات إضافية من الحقيقة الكاملة للصورة بهدف استمرارية إبقاء هيمنتها على الناس وهكذا قدمت لهم الشاشة العريضة والصورة المجسمة والصوت المجسم وطورت تقنيات اللون وبحثت عن مواضيع أكثر واقعية ولكن جميع هذه الجرعات لم تسلب عقول الناس كما كان يحصل في السابق لانتشار وسيلة جديدة في العالم هي التلفزيون ..
والآن أولا أعتذر لهذه الإطالة ولكن أحببت أن أسهب بهذا التسلسل تمهيدا لما سأطرح من أسئلة .
1- هل يعتبر قاسم فنجان المسرح هو الأكثر واقعية وحقيقية من التلفزيون والسينما .. وأنه سيبقى مستمرا مهما طغت التكنولوجيا على قناعات البشر ؟
2- لو كان الجواب بنعم على السؤال السابق .. ألا ترى يا سيدي أن المسرح أيضا يُقدم على إيهام الناس بالسينوغرافيا والإضاءة والمؤثرات الصوتية.. وأن الديكور من الجهة الخلفية عبارة عن ألواح خشبية وأعمدة ومسامير على عكس ما يراه
الناس ؟؟
3- سؤال مختلف كليا ..مستنتج من التمهيد السابق ..
نعود للحقيقة كماهية .. هل يرى قاسم فنجان أن الحقيقة لا بد لها من مسلمات مسبقة بنسبة ما ( تراتبية ثقافقة مسبقة) والنسبة الباقية تتكون من الاستنتاج والتفاعل الفكرو واقعي .. ؟
4-هل تستوي الحقيقة لشخصين بذات الوقت وبذات القيمة أم أن الحقيقة نسبية تبعا لكل شخص ورؤاه..
5- فيما لو كانت الحقيقة تقوم فقط على تفاعل الفكر مع الواقع فهل يمكن الوصول للحقيقة المطلقة ؟
أرجو أن تتحمل هذاني الجنوني أستاذنا القدير ..
ولك مطلق الحرية بطريقة الأجوبة ويمكنك أن تعتبر الأسئلة محرض للكلام في هذا الإتجاه فقط ..دون النظر لحرفيتها
لك محبتي وتقديري ..
وللجميع هنا شكري وامتناني ..
التوقيع
أنا شاعرٌ .. أمارس الشعر سلوكا وما أعجز .. أترجمه أحرفا وكلمات لا للتطرف ...حتى في عدم التطرف
ما أحبّ أن نحبّ .. وما أكره أن نكره
كريم سمعون