لاتَكن لصاً..
كي لاتَخاف السلطان
وتحت هذا العنوان ..
قروناً سادَ الشيطان
وكان ياما كان ..
مدينة نِصفُ ارضِها بور ..
ونصفها الآخر قبور ..
والنهر غاضباً يسير بينهما
كأن مياهه دماً يفور ..
والجمهور ..
كعهدي به في كل العصور ..
خائفاً كَفيلقٍ مدحور ..
هائماً يرفض ان يثور ..
وكان فيهم شاعرٌ خَزّاف
سليط اللسان لايخاف
يخطب في الناس كل يوم
ياقوم ..
ياأهل هذه المدينة
ياخير أُمةٍ اخرجت للناس
هذه أمرأة مسكينة
خرج زوجها الى الجهاد
وصغيرها يطوف بالبلاد
المال مال الله ..
فلماذا تَحرمونا اياه ..
ياقوم..
هل من مُعيلٍ لوجه الله يَمنَحها ..
وعلى سُنَّة رسول الله يَنكَحها ..
لكن أهل هذه المدينة الجاحدة ..
كُلٌ يريدُها لليلةٍ واحدة ..
وتوالت الايام
والشاعر يخطب في العوام
ياهؤلاء ..
عِلّتنا اننا فقراء ..
للضحك حين افراحنا
للدمع حين نحاول البكاء
للأرض نَشتُمها في سَعيِنا
للسماء ..
نخدعها حين الدعاء ..
وتوالت الازمان ..
والناس في امان..
والسلطان
يصلي بالرعية الفجر
فاليوم عيد الشكر
ايها الناس ..
شكراً لله على النصر ..
اما شاعرنا ذلك الزنديق ..
وجدوه ملقاً على الطريق ..
وجدوه كومة في حريق ..
والناس من حوله ، بل الخرفان
يتهامسون ..
لاتكن لصاً كي لاتخاف السلطان
الى ابو العتاهية
العرض الشجري