الاشجار تموت واقفة ، اهداء الى محمد سمير ( ج 1 ) ..(..!!..)..
الاشجار تموت واقفة ..(..!!..)..
الى روح الشهيد
مازن ابو الوفا شهيد قلقيلية وفلسطين
في ذكراه الخامسه
في صورة القائد الذي لم يغب عن البال …
وهي تختلج ذكرى الراحلين في أرجاء هذا الوطن الحبيب ……
المنغمس بالجراح الدامية …
الذي تطير في سمائه وهوائه ملايين الأرواح الخالدة …
تمر بنا ذكرى الشهداء كأنها اللحظة ..
وليست من دروب الماضي أو طيف خيال …….
فالحاضر في البال حاضر في الذاكرة ……
في ذكراك أبا الوفا وفي ذكرى الشهداء ……
يختلج القلب وتزهو الروح ……
في ذكرى الشهداء يزداد الحنين إلى الوطن .
في ذكراك أيها القائد نفتح حقول الغياب
وتعود بنا الذاكرة إلى الوراء ….
إلى حيث كنت ……..
إلى المكان والزمان ……
إلى ما كان …….
تعود بنا الحكاية لتحكي عن البطولة والوفاء
عن التضحية والإباء
لتفجر الوعي والحساسية الجديدة في تعبيرها
عن شقاء الإنسان في غربته ومنفاه…
أو عندما نقرأ ذلك كله في صوت البندقية
التي لم تسقط خيارها يوما ما من يدك الطاهرة
تبقى ذكراك أيها القائد في كل مكان وطأته قدماك ………
حتى لحظات الاستشهاد الأخيرة
في شوارع قلقيلية وأزقتها الحزينة على فراقك …..
وفي شكل مكثف ومزدحم.. في حالات ذهنية كثيرة
تعيد غزل الواقع ورمال الصحراء وسرابها .
في ذكراك أيها القائد يختلط الفرح بالحزن
فرح بالشهادة وحزن على الفراق ………
اجل الفراق البائس فراق الأحبة والأهل
لكنك رحلت الى أفق مبتسم مع الشهداء والصديقين
منازل الأحبة الذين رحلوا منذ زمان
زمان امتحان الذاكرة وحنينها
ومنذ ممرات الطفولة الخالية من التخطيط
والمكللة بالعنف والقسوة …
عندما حاولنا السباحة مع سلاسل المياه
التي لا تشبه البحر
وطائر بجناحيه العريضين يحجب الأفق كضباب سميك…
وثمة أشخاص تحبهم ونحبهم يزوروننا دون مواعيد…
يدخلون القلب فيزهو
وقد يستهلكون نهارك وهم معك
بل وموجودات بيتك ومن ثم يتركونك وحيدا
مع الم الذكريات
تسرح في أيامك الخالية
أمام مرآة الذاكرة المكتظة
بغيوم الحنين والشوق الدامي .
أبا الوفا الذاهب خلف الأفق
المفجر فينا الوعي
الفجر سيولد من جديد
دفعة واحدة على شاكلة وردة
نبتت حيث سال دمك الطاهر على ترابك الطاهر
ليبعث لنا ببزوغ فجر الحرية من جديد
وكأنما الحياة تفجرت…
دفعة واحدة من مضيق ضيق…
كما رددتها أنت من قبل
وكأنما السنون ساقت جيوشها إلى الحافة التي تحب…
في مدائن جديدة وقارات جديدة ومجهولة من جديد…
فها هي بشائر النصر تلوح من جديد
لم تلهك شؤون الحياة اليومية …
سب التاريخ
أو البحث في أجندته المهترئة
البحث عن كثبان الرمل والعجاج
في سراديب عزلة هذا العالم
عن الحرية التي طالما حلمنا بها
وكم تمنيناها فلم تكن بالنسبة لك سراب بعيد
بل عزفت في مخيلتك لحن النصر المؤكد
على أوتار بندقيتك وأزيز رصاصها
لحن لن يكتمل إلا بتحرير الأرض والإنسان .
تحية الاحترام والتقدير…
إلى من أرادوا أن يغسلوا ظلمات الليالي الحالكة
من وحشتها بدمائهم
وأن يمجدوا الحرية
وأن يتركوا لنا أوسمة
العزة
والشرف
في مشاهد يصعب على الذاكرة تخيلها
................