هل يتطلب أي نوع من الانفصال عن الشريك الوقت الأطول للتعافي منه؟ وهل يعتمد الأمر على طريقة الانفصال أم على الشخص الذي انفصلت عنه؟ النظرية في هذا التقرير تعتمد على أن نوع وطريقة الانفصال هما اللذان يحددان الوقت الذي يتطلبه التعافي منه.
وتوجد سبعة أنواع من السيناريوهات المفترضة للانفصال مرتبة من الأسرع تعافيا إلى الأصعب، الذي يحتاج إلى وقت طويل قبل نسيانه.
الانفصال المتفق عليه من قبل الطرفين
هذا أكثر انفصال سعيد وهادئ قد يختبره الشخص، ومن الأمثلة عليه أن تتفق العائلة على هذا القرار وتؤيده كليا، وهذا النوع من الانفصال يجنب كلا الشريكين الشعور بالذنب أو المسؤولية حيال الانفصال، كما يمكن الشريكين من إمكانية حدوث صداقة مستقبلية بينهما، خصوصا إذا كانا يشتركان بأطفال.
الانفصال بسبب الظروف المحيطة
هذا الانفصال، ابن عم الانفصال المتفق عليه من الطرفين، ويحدث عندما لا تساعد البيئة والمحيط على استمرار العلاقة، مثل أن يتواجد شريك في بلد والثاني في بلد آخر، أو أن العائلة تكره ولا تطيق الطرف الآخر، أو نتيجة اختلاف الأديان، والتعافي من هذا الانفصال أسهل من غيره؛ لأن الشريك في قرارة نفسه يعلم أن استمرار العلاقة غير ممكن وغير منطقي.
الإنذار الأخير الذي تسبب بانفصال
من أكثر الإنذارات التي تسبب الانفصالات شيوعا "إما أن تتقدم بطلب الزواج خلال ستة أشهر أو سأنهي العلاقة"، ومنها أيضا "غيّر سيارتك"، أو "اقطع علاقاتك بأصدقائك الذين لا يعجبونني"، هذه الأنواع من الانفصالات يصعب التعافي منها بسهولة؛ لأن الشريك سيعتقد ويفكر كل الوقت أنه لو قام بالقليل من التنازل لما كانت قد انتهت العلاقة، ولكن عليه أن يفكر أن العلاقة قد انتهت الآن، وزال الضغط الذي يتطلب من أحدهما أن يغير نفسه معها، وهذا ليس بالأمر السيئ.
الانفصال بسبب التفوه بجملة غير مسؤولة
انفصل أحدهم عن خطيبته بسبب محادثة تتعلق بخاتم الزواج، فبينما كانا يناقشان خاتم الزواج، سألته خطيبته كم تنوي أن تنفق على الخاتم؟، فأجاب قائلا: ما لا يزيد على ألف دولار، لتجيبه بقولها إنها لا تفكر أن تنفق أقل من عشرين ألف دولار.
ونتيجة ما تفوهت به خطيبته، لم يعد يفكر بها كالسابق، حسب قوله، لترتبط صورتها عندها بأنها مادية وانفصلا بعد فترة.
هذا النوع من الانفصال سيئ؛ لأن الشريك الذي دمر علاقة ربطته بآخر، يظل يتمنى لو أنه لم يتفوه بها.
الانفصال بسبب خيانة
سواء تم اكتشاف الخيانة من الناس أو عن طريق الصدفة أو بقول الحقيقة مباشرة، فالخيانة بين الزوجين تظل من أصعب أنواع الخيانة بين الناس على الإطلاق، بعض الناس يتخطّون هذا النوع من الخيانة بسهولة؛ لأنهم يشطبون الشريك الخائن من حياتهم ومن ذاكرتهم،
وآخرون لا يستطيعون تجاوز هذه الخيانة بسهولة؛ لأنهم يشعرون أنهم كانوا مغفلين وأغبياء في الفترة التي سبقت اكتشاف الخيانة.
الانفصال عن الحب الأول
يعد الانفصال عن الحب الأول من أصعب أنواع الانفصالات، وبعض الاختصاصيين يقولون إن تخطي هذا الانفصال لا يحدث مطلقا. ولكن يتعلم الشريك منه أن العالم أكبر مما كان يعتقد، وأن العالم مليء بالناس الذين بإمكاننا الوقوع في حبهم مرة أخرى، وهذا الانفصال يجعل الإنسان ينضج نفسيا وعاطفيا، لكنه مؤلم جدا لأن الذي يختبره لم يختبر الشعور بالفقد من قبل والإحباط، ولكنه جزء من النمو ويحصل مع كل الناس.
الانفصال المفاجئ
يعد هذا الانفصال أسوأ الأنواع؛ لأنه بمثابة إلقاء قنبلة نووية على الطرف الآخر، والأسوأ الشعور بأن الطرف الآخر كان يفكر بالانفصال منذ أشهر مثلا وليس لدى الشريك الآخر أي أدنى فكرة، بل مستمر بحب هذا الشخص والتفكير أن كل شيء سعيد وجميل، ثم في يوم وليلة يلقي الطرف الآخر بقنبلة الانفصال.
وهذا النوع المفاجئ يفقد الطرف الآخر القدرة على الثقة بالناس في العلاقات المستقبلية، فإذا انفصل شخص عن آخر في نفس الوقت الذي كان يعتقد فيه أن كل شيء يسير على ما يرام خلال العلاقة، فكيف له أن يكون طبيعيا وغير مصاب بالرهاب وعدم الإحساس بالأمان في العلاقات المستقبلية؟. للأسف هذا النوع يأخذ وقتا طويلا جدا في التعافي منه ويؤثر في الارتباط العاطفي مستقبلا.
عن مجلة MarieClaire.com