آخر 10 مشاركات
العلة في العروض(علل الزيادة) (الكاتـب : - )           »          الزحاف الجاري مجرى العلة في القصيدة (الكاتـب : - )           »          اللَّهمَّ صلِّ على سَيِّدِنا محمد (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          سجل دخولك بنطق الشهادتين (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          دمـوعٌ خـرســــــــــاء .. !!!!! (الكاتـب : - )           »          محبك في ضيق..وعفوك اوسع ... (الكاتـب : - )           »          الزحاف المركب ( المزدوج) في العروض (الكاتـب : - )           »          الزحاف المفرد في العروض (الكاتـب : - )           »          أسماء القافية باعتبار حركات ما بين ساكنيها (الكاتـب : - )           »          في السماء بلا حدود (الكاتـب : - )



العودة   منتديات نبع العواطف الأدبية > نبع الأدب العربي والفكر النقدي > السرد > القصة القصيرة , الرواية,المسرحية .الحكاية

الملاحظات

الإهداءات
عواطف عبداللطيف من أهلا وسهلا : بالشاعر خالد صبر سالم على ضفاف النبع يامرحبا منوبية كامل الغضباني من من عمق القلب : سنسجّل عودة الشاعر الكبير خالد صبر سالم الى منتدانا ************فمرحبا بالغائبين العائدين الذين نفتقدهم هنا في نبع المحبّة والوفاء وتحية لشاعرنا على تلبية الدّعوة

 
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
 
قديم 02-27-2010, 02:08 AM   رقم المشاركة : 1
الى رحمة الله





  النقاط : 10
  المستوى :
  الحالة :أحمد العبيدي غير متواجد حالياً
اخر مواضيعي
 
0 دائرة الوصول
0 تأثير الفراشة
0 نصوص مترجمة

افتراضي الشيخ والشبكة نت

الشيخ والشبكة نت

قبل أن أقوم برحلتي الجنونية ، حاولت أن أجرب نشر نصوصي الكونية في صفحات الشبكة العنكبوتينة ، فكانت النتائج مذهلة ، الكل يصرخ ، إبدع .. إداع .. جربت نشر نصوص هزيلة ، فكان الجواب ، إبداع .. إبداع ..حاولت أن أقرأ الكثير من النصوص المبدعة ، ففهمت شيء جديد ، السذاجة إبداع ، والتفاهة إبداع ، والتسطيح ، الهشاشة إبداع ، كل شيء يكتب إبداع ، المهم إن تكتب بعد الردود عبارات محددة مثل ، ود ، حب ، عبق ، شفيف ، مودتي ، محبتي .. وللكاتبات الجميلات فقط نضيف قبلتي .
عندها بدأت الرحلة ، هجرت النشر إلى الأبد .. وذهبت لأبحث عن معنى الكتابة ، لي الحق أن أًسوق التفاهة ، وللأخر حق الإعجاب بتفاهتي ، ليست هنا المشكلة ، المشكلة باني سأضطر للإعجاب بتفاهتك من اجل المجاملة ورد الجميل . كان أمامي طريقان للسير، الأول في بحر هائج من الكلمات ، ضجيج أسمه الشعر ، كذبة أسمها القصة ، ثرثرة أسمها الرواية ، هراء أسمه المقالة ، ولان الإبحار أصابني بالدوار ، لذلك كنت أتقيأ الإبداع بدون توقف .
قررت سلوك الطريق الثاني ، طريق صحراء التجرد ، كان علي أن اقطع لساني ، وأسير بقدمين عاريتين على رمال الصمت الملتهبة ، هناك تشعر أن البحر هو سيد الموقف ، وأمواج الكلمات تطرق راسك من الأعلى فيأخذك الزبد إلى حيث يشاء ، هناك يكون الشراع أسير الريح ، وأنت أسير الشراع ، ولكن هنا في قلب الصحراء تشعر أن الرمال صامتة ، والريح تلعب بالكلمات لعبة حذرة ، طريقتي الجديدة في الكتابة ستكون مبتكرة ، سأستعمل التخاطر ، هي طريقة أصيلة في الكون ، واللغة اختراع أهوج جعلنا نتيه في دروب الكوكب الضيقة .
أيام وليالي وأنا أسير بدون انقطاع ، لم يصادفني شيء يستحق الذكر ، لا أفاعي ولا عقارب ولا مستعمرات للنمل الأبيض ولا الأسود حتى ، لا واحة نخيل وحيدة ولا نبات الصبار المشهور بخزنة للماء ، لا سراب يجعلني أركض خلفه كالمجنون وحين أصل إليه لا أجد شيء ، وحتى لا تعتقدون باني أكذب عليكم لن أقول لكم لا رمال ...
في المنتصف وحين بدأ العطش يهجم بشراسة ، ظهر لي فجأة شيخ حكيم ينتصب بشموخ ، بالمناسبة هو يشبه ذلك الشيخ في فلم سيد الخواتم ، شعره ولحيته المسترسلة كانا بلون ثوبه الأبيض الطويل يده اليمنى تمسك عصا غليظة مصنوعة من الخيزران والأخرى تمسك بكتاب سطر على جلد غزال ، تسمرت في مكاني لدقائق ، وهو لم ينطق بحرف واحد ، مرت ساعات ونحن نقف وجهاً لوجه كحجري شطرنج أنتصبا على رقعة بلون واحد في لعبة لم تنتهي منذ عام ، كيف أنطق وأنا تخليت عن لساني بإرادتي ؟ وكيف ينطق ونحن في منطقة اللاكلام ؟ كنت أريد أن اروي له مأساتي مع الكتابة .
لتفوز بجائزة دولية يجب أن تذكر الإرهاب ، لتفوز بجائزة عربية يجب أن تذكر غزة ، لتفوز بجائزة عراقية يجب أن تذكر الطائفية، ولتفوز بجائزة دينية يجب أن تذكر هبل ، ولتفوز بسلة المهملات أكتب عن الإنسان فقط .
دققت النظر في عينيه ، يبدو أنه لن يتكلم ، قررت أن أواصل طريقي وأتجاهل وجوده ، عندها سأجبره على الكلام ، تحركت بعيداً ولم ينطق بحرف ، ومنعتني كرامتي من الالتفات للخلف ، انتظرت دقائق ولم يحصل شيء ، يا للغباء سأعود لألقن هذا الحكيم درساً في الحكمة ، عدت راكضاً ووقفت متأهب للصياح ، كديك مغرور فاته الفجر ، فأشرقت الشمس ليجد دجاجته بين أحضان ديك أخر ، وقلت له : أنت .. أيها الحكيم ...لا تلعب معي هذه اللعبة ، كم اكره ثيابكم البيضاء ، وصمتكم المتواصل ، وهذا الكتاب القديم يصيبني بالهستيريا ، أتعرف لما أنا هنا أيها الشيخ ، بالتأكيد أنت تعرف ، الحكماء الذين تجاوزوا التسعين من العمر يعرفون كل شيء !!!
هراء ... سأقول لك الآن ما هي الحكمة ، الحكمة لا تنتظر حتى التسعين ، الحكمة لا تستقر في كتب قديمة ، الحكمة لا تعني الصمت أمام التفاهة ، الحكمة لا تعني السكن في الكهوف ، أتعرف كنت انتظر أن أقابل حكيم في العشرين أو الثلاثين من العمر يرتدي بذلة أنيقة برباط عنق عريض ، كنت أريد أن يفتح لي حاسوبه المحمول بدل كتابك الممزق هذا ، وسأقول لك شيء أخر ، لا تنظر لي نظرة إشفاق ، ولا تقول لي يابني ، ولا تتصرف كأب روحي عطوف ، وكف عن التصور بأنك تعرف كل شيء ، ولا تتظاهر بأنك تتحملني لسعة عقلك ورجاحة تفكيرك ، ولا تلمح لي بأنك تستطيع قراءة أفكاري ، وسأنصحك نصيحة لوجه الله ، أذهب إلى حلاق جيد ، وأحلق ذقنك واصبغ شعرك ، واستعمل عكازة طبية ، وأجلس كل يوم في المقهى لنصف ساعة فقط لقراءة صحف الصباح ، عندها ستكون حكيماً بالفعل .
أخيراً خرجت من شفتيه حروف لم افهمها ، ثم غير لهجته وقال : أيها الفتى أنت تشبه فتاة تريد حرق نفسها في الحمام لآن والدها منعها من الحديث بالهاتف ، أنت هنا في مملكتي لذلك سأكون كما أشاء ، وهذا الكتاب ورثته عن أجدادي وأنا أستعمله للكتابة وليس للقراءة ، أنا حكيم ليس لآني أقرأ الكتب وأفك أسرارها ، جائتني الحكمة لأني أحول الحياة إلى كتاب ، الكتب فقط للولادات التي تحصل قبل أوانها ، حاضنة للخدج لا أكثر ولا اقل ، بالأصل لا يوجد احد يحتاج إلى كتاب .
انطلقت مسرعاً إلى حاسوبي وقررت أن ابني مملكتي بنفسي فكتبت مقالة طويلة عن أهمية المخطوطات القديمة وكيفية العناية بها ، وانتظرت الردود بفارغ الصبر ، فجاءني الرد الأول على الفور ، يحمل توقيع عضو جديد بأسم شيخ الصحراء، كتبت فيه كلمة واحدة فقط بخط ذهبي عريض هي ... مودتي
أحمد العبيدي
25 نيسان 2009







  رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:36 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
:: توب لاين لخدمات المواقع ::