وترحل مهجتي إلى حيث لا أدري بين النهرين دُفن النهد الأبيض قديساً في عينيه موطن البهاء لكن حظوظي العرجاء ما زالت دماؤها تروي ثرى المدبرين صوب أكف الرهان لعل المزن إلى أرضكِ مقبلاً لكن السؤدد يأبى النفير خيرتك يا ليلي بين الأمس واليوم فاخترت الأمس نديماً وارتمى اليوم في حضن النسيان يندب السراب عرساً في أزقة الغفران ما خطيئتي أيها الراحلين إلى ذيل التاريخ كي تبيعوا الحناء في سوق الجبناء كفوا أيديكم عن قصيدي الثائر كفوا أيديكم عن غسق اشتياقي فليس لكم في الاصباح وطن يلثم شفاه القابعين خلف الستائر ويحك يا أمسي ليتك يا ليلي اخترت اليوم نديماً يؤنس قبري الساكن في جوف الهباء ليتك يا ليلي لم تُنجب الزباء تصول وتجول في بيت الحالمين عش يا ليلي روعة الحياة كما تهواها لعمرك من غرس الصبر حصد النعيم
بالزهر والريحان رويداً رويداً كلَّلْتُ ليلي فأيقظ العبير المراق رتاجي ودواتي بيدي كؤوس التلذذ شربتُ ونمير حرفها النشوان يدق باب لذَّاتي ليسكب قطر الوجد حنيناً ورفيفاً بفوح المُدام في ابتهالاتي