-1-
كنت هناك
يقِظة في حجرةغريبة
تتسلل ملامح فتى أسمر
لعله كان خمرياً
اختلطت علي الرؤية
الروح تنسل نحو الخارج
ومع الأنفاس الأخيرة
تعود اليّ ضعيفة واهنة
أجلس في الظل
أمنع ذاكرتي من الانفلات
أشم عطره..
أتصبب عرقاً
مبتسماً عاد وفي عينيه
دموع وفيرة
ينحني الى الامام
جبهته تتجه نحو الارض
يده اليمنى مربوطة الى
صدره..
يرمي بيده اليسرى خارجاً
يفتحها نحو السماء..
مرة بعد أخرى
تتفتت السبل
يقف خارج حدود الرؤية
يحمل معه سنوات فتية
و
يتوارى عن الأنظار..
-2-
تحت الشرفة الممزقة
أفكر بك..
أحمل وجهك..
تحترق المسافة عند العقل
أحاول أن أقول شيئا..
لكل جزء فيك..
هل تدري كم أحبك..؟
أشعر أنك غاضب
لم تعطني الفرصة كي
أسأل..
وخارج حدود الأميال
رحلتَ مبكراً..!!!!
-3-
شمس الشتاء
تختفي تحت أكوام السحب
الداكنة..
الهواء المعتم
يتكوم مثل لهيب شاحب
يتجه نحو السماء
انظر الى الاشياء في الزوايا..
نقاط الألوان المختلفة
أبداً لايمكن إخفاؤها
العيون تزيل الموانع
بالدموع..
ترى ولا ترى..
والفم يسأل كل الناس
باسطوانة مشروخة:
لماذا ؟
-4-
الثالثة بعد الظهر
شمس أيار وبيت أغنيات
الأم تستيقظ فجأة..
تهجر سريرها
تركض نحو الباب
تقف على عتبته
همس ل هاتف الموت
خطا اليها
اقشعر بدنها لحظة
وهي تسمع:
مات الأطفال
العشاء الرباني
صار رمادياً..
طرد مساحة العقل
ولا أحد كان يستطيع أن
يرى..
عندها فقط واجهت
الإشارة
واسترجع القلب ذكرى
فتى
أبداً يبقى صغيراً..
-5-
لأربعين يوماً
ظلت الريح تصفر
لاتوجد إشارة للضوء
الدم يلطخ العالم
العظام تتكسر تحت اللحم
البحر لا يعكس شيئا
موجة سوداء واحدة
ترسو..
لا شيء يتحرك
لا صوت
لا صدى لأيّ شيء
لا أحد يهبط لازالة الموانع
عن وجهي
غروب الشمس يعبر
سريري..
والدودة وحدها
تسمن فوق الوريد
التوقيع
صرتُ لا أملك إلا أن أستنطق بقاياك .. لعلها تعيد إليّ بعض روحي التي هاجرت معك..