غالبا، عندما تدور النقاشات حول الإكتشافات والإختراعات ، يتم ذكر أسماء الرجال مثل الأسكتلندي جون لوقي بيرد، مخترع التلفزيون، والعالم الأسكتلندي أيضا أليكسندر فليمنغ مكتشف البنسلين وقبله العالم الفرنسي مكتشف الجراثيم وعملية قتلها بالحرارة لويس باستور. ولكن هناك عدد من النساء المكتشفات والمخترعات، اللواتي قضين ساعات طوال في البحث والعمل المضني ( وأحياناً الخطر ) للوصول إلى أهدافهم العلمية مثل العالمة الفرنسية البولونية الأصل مدام كوري مكتشفة عنصريين من العناصر المشعة وحائزة على جائزة نوبل للسلام مرتين، مرة في حقل الفيزياء ومرة في حقل الكيمياء. وهناك أيضا نساء دفعتهم الحاجة إلى إختراعات مهمة وقيمة وما زالت قيد الإستعمال لحد وقتنا هذا. وإليكم أدناه قصتين تحكي كيف تم الوصول إلى إختراعين مهمين:-
1- الحبر الأبيض (سائل التصحيح): في عام 1955 كانت السيدة بيتي نيسمث كراهام تعمل سكرتيرة في إحدى الشركات، وكانت
تستعمل طابعة ذلك الوقت في طباعة الرسائل وغيرها، والتي كانت لا تسمح بتصحيح الأخطاء. وبالرغم من دقة بيتي في الطباعة إلا أنها كانت تخطأ أحيانا مما يستوجب إعادة طبع كل الصفحات الحاوية على أخطاء. وفي إحدى المرات أدت عدة أخطاء طباعية قامت بها بيتي إلى طردها من وظيفتها. ولتأثرها الكبير فيما حدث، ولكونها هاوية في فن الرسم فكرت في وضع قطرة من صبغ زيتي أبيض على الكلمة المخطوئة، ومن ثم إعادة طبع الكلمة في نفس المكان. وبعد أن عملت عدد كبير من الخلطات توصلت إلى محلول أبيض يمكن فرشه بفرشاة دقيقة على الكلمات أو حتى سطر بكامله، ومن ثم إعادة طبعها على نفس المكان بعد الجفاف السريع للمحلول الأبيض. وبعد أن حصلت على عمل جديد، بدأت بإستخدام محلولها الأبيض في عملها، وبدأت بعض السكرتيرات يطلبن منها إستعارة (ممحي الأخطاء ). ولما رأت بيتي كثرة الطلب على هذا المحلول، ومن شركات أخرى، بدأت بإنتاج كميات منه في مطبخها، يساعدها أبنها وأصدقائه في تعبئة القناني الصغيرة. في عام 1956 حصلت بيتي على براءة إختراع، وأسست شركتها تحت أسم ( الورق السائلLiquid Paper )، وخلال سنتين صارت تملك معمل لإنتاج الورق السائل ثمنه مليون دولار أمريكي. وفي عام 1976 أصبحت شركتها تنتج 25 مليون قنينة من سائل التصحيح ( Correction Fluid ). في عام 1979 باعت بيتي شركتها بمبلغ 47 مليون دولار أمريكي، وأصبحت من الأغنياء وأسست جمعية خيرية لإغاثة ومساعدة النساء العاملات ومساندتهم على تحقيق أحلامهن.
2- الحفاظة النبيذة Disposable Nappies :- قبل عام 1950، كانت جميع نساء العالم يستعملن حفاظات من القماش يقمن
بتحضيرها وتصنيعها في فترة الحمل بإنتظار المولود الجديد. وبهذا كان يتطلب من الأمهات عملا إضافيا مضنيا ألا وهو غسل عدد كبير من هذه الحفاظات يوميا، بالإضافة إلى غسل الملابس والشراشف وغيرها. في عام 1949 فكرت إحدى الأمهات وأسمها ماريون دونوفان بطريقة تساعدها على تخفيف هذا الحمل الكبير من العمل اليومي. فذهبت إلى حمام بيتها وأنزلت ستارة النايلون التي تفصل الدوش عن باقي الحمام، وقصتها إلى قطع وأشكال وحجوم مختلفة، ومن ثم بطنتها بقطع قماش صغيرة، وألبستها إلى طفلها الرضيع، وثبتتها بدبابيس كبيرة، ومن ثم أستعاضت عنها بأشرطة لاصقة. بعد النجاح الأولي لفكرتها قضت 3 سنوات لتطوير الفكرة، أستخدمت خلالها عدة أنواع من النايلون والأقمشة إلى أن وصلت إلى الشكل النهائي الذي حازت به على براءة إختراع سجلت بأسمها إلا إن هذا اللباس النايلون بقي يحتاج إلى غسل وتنظيف. ففكرت ماريون بعمل حفاظات تستخدم لمرة واحدة فقط، وبعد عدة تجارب أختارت ماريون نوع خاص من الورق يكون سريع الإمتصاص للسوائل. فعرضت الفكرة على عدة معامل إلا انها جميعا رفضوا الفكرة أنها غير عملية بإعتقادهم.
بعد عشر سنوات ظهر مهندس كيميائي أسمه فيكتور ميلز، كان يعمل في إحدى الشركات المنتجة لبعض المستزمات المنزلية، ودرس الفكرة جيدا وقام بتصميم حفاظة حسب مخطط ماريون، ولكنه قام بتصميم الماكنة التي تنتجها وبأعداد كبيرة، وبهذا أسس شركته المتخصص بإنتاج وتسويق الحفاظات النبيذة، والتي وصلت مبيعاتها إلى أرقام خيالية، قام بعد ذلك بتأسيس معامل مشابهة في عدة دول وأصبح أحد ملياديرات العالم.