((ظلام بارد))
ـــ من الطارق ...؟
ـــ أنا جارتك ...
ـــ ليس لي جارة أو جار أنا اسكن في مزرعة ...
ـــ ربما ولكنك الآن هنا ألا تعلم ...؟
وتذكر انه في صباح هذا اليوم , على أكتافهم حملوه , وبعد أن غلفته الأكفان , القوه في حفرة , ونثروا عليه التراب وهم يرددون بعض الكلمات , وانفضوا عنه راجعين , ظن إن كابوسا ما قد داهم نومته الأبدية , غير إن الطرق المتواصل على الجدار جعله يصحو على ظلمة ثقيلة وباردة , أيقن إنها ظلمة القبر الأخير , الطرق الواهن جعله يحرر وجهه من الكفن , ويسال عن الطارق , جاءه صوت تلك الأنثى من الطرف الأخر , وأبلغته بأنها دفنت بجواره قبل ساعات , وإنها تكاد أن تختنق , اقترح عليها أن يحفران , هما بالحفر حتى تلاقت اكفهما ’ وتوحدت ظلماتهم , كانا يستدلان على بعضهما بالأنفاس وكذلك باللمس , تبادلا الدفيء من خلال اللمس , حفرا إلى الأعلى , كان الطريق مجهد وطويل , لدرجة إن أنفاسهم تلاشت واختفت بين طبقات الأرض.
***