يميد كما الأرض التي لا تميد .. يفكر صاحبه ، هذه المرة في مداعبته.. يسوقه بدعابة نحو البر ..
لا يضيء ..
يستنفذ كل محاولاته .. يتفقد النافورة .. بساحة المدينة ..لعلها لا تميد .. أو لا يتدفق منها الماء ..
ثم يعود على جناح السرعة إلى المرفأ ، حيث الزورق يميد ، مع الأرض التي لا تميد ..
يستغرب ..الزورق يميد ، والأرض لا تميد .. يؤوب إلى ساحة المدينة ،حيث النافورة .. يسأل أحد الوجهاء : هل الأرض تميد .؟.
يرد هذا الأخير " والأرض بعد ذلك دحاها "..
"وتميد الأرض من تحت أرجلهما .. تميد.. تميد .. يرتج..
تمتص النافورة ماءها .. تبيض الأرض ..يزفر الشيخ ، وجيه العشيرة " والأرض بعد ذلك دحاها "
الزورق قابع قبالة المرفأ .. لا يضيء .. ولا يبيض .. لا يميد هذه المرة ..كما الأرض لا تميد ما يزال في عتوّه ...
وديع كما الأرض .. كما الفراشة، كما الأطفال .. كما الدمع ..
يغدو .. يجيء بين النافورة والزورق القابع قبالة الشاطئ .. تترهل تحته الأيام ..
يميد معها ..
يؤوب إلى شيخ الوجهاء.. يجده متكئا على حافة النافورة ..وقبالتها ناقة تكرع في الماء الذي عاد بعد أن نضب .. يقف مذهولا. يحاول صدها.. .يومئ الشيخ ألا يفعل ...تميد النافورة
تغدر الناقة .. يُهدر دمها ..تتسكع الأسئلة .. تتعسكر في حلق الشيخ .. في غزة .. في لندن .. في دبي .. يغمغم " وناقة الله فسقياها "..يستدرك : اسمك يا ولدي ..؟
صالحا
يهلوس الشيخ .. يضحك ملء فيه / لستَ صالحا ...قد تكون" تسعة"(1) منهم ..
يتجهم وجهه.. يسأل الشيخ : لم تقذفني.. ترمني المحصنات يا شيخي .. أصوتك مبحوحا . أم بك حشرجة ؟.
لا يا ولدي / أنت المبحوح . وربما أنا محمود ..تعال أسند ظهرك إلى عضدي نتقاسم أجر الزورق .. نتقاسم نفوق التحريات كالحوت بين شواطئ غزة ...سراديب لندن ومرافئ دبي وننعى نفُوق سراج منارة من عبث.