قاموس الأدب العربي الحديث
بقلم: أ. د. حسين علي محمد
.........................
*قاموس الأدب العربي الحديث: يلبي دعوة ماسة للقراء والباحثين
*أغفل جيل السبعينيات في مصر.
*أغفل كثيراً من الأسماء الفاعلة في حركة الأدب السعودي.
*يكاد يقتصر على الحركة الأدبية في مصر والسعودية.
صدر حديثا عن دار الشروق كتاب «قاموس الأدب العربي الحديث» من إعداد وتحرير حمدي السكوت، أستاذ الأدب العربي ومدير وحدة بحوث الأدب العربي بالجامعة الأمريكية سابقاً، بمعاونة عدد من الباحثين المصريين والعرب، ويأمل من خلال هذا القاموس أن يقدم للقارئ المعلومات الصحيحة والواضحة والمختصرة، والمفيدة حول المبدعين العرب في الشعر والرواية والقصة والمسرحية، وكبار رجال الفكر والثقافة في مصر، والعالم العربي من أوائل القرن الـ 19 وحتى نهاية العام 2006م.
يتضمن القاموس عرضا لأهم الإصدارات الثقافية والأدبية من كتب ومجلات، إضافة إلى تقديم معلومات عن المدارس الأدبية التي كان لها دور في تطوير الفنون الأدبية، كما تناول المجالس والصالونات الأدبية والمقاهي الثقافية والمكتبات ذات التاريخ والتأثير الواضح في الأدب العربي الحديث.
ويقع في 640 صفحة من القطع الكبير، وقد استغرق العمل فيه عشر سنوات.
والدكتور حمدي السكوت هو أستاذ فخري مدي الحياة بالجامعة الأمريكية, وأستاذ الأدب العربي ومدير مركز الدراسات العربية ووحدة بحوث الأدب العربي بالجامعة الأمريكية سابقا, وصاحب أول ببليوجرافيا علمية شاملة للرواية العربية, وأول سلسلة وثائقية نقدية ببليوجرافية عن «أعلام الأدب المعاصر في مصر»: طه حسين والعقاد والمازني وعبد الرحمن شكري وأحمد أمين ونجيب محفوظ وغيرهم, بالاشتراك مع العالم والمستعرب الراحل الدكتور مارسدن جونز الأستاذ بالجامعة الأمريكية. بالقاهرة
ويتألف الكتاب من مداخل أو مقالات موجزة، يخصص كل واحد منها لواحد من هؤلاء المبدعين أو المفكرين في كافة أرجاء العالم العربي من موريتانيا إلى عمان، ومنذ أوائل القرن التاسع عشر حتى عام (2006م) فضلا عن مداخل للكتب المهمة والمجلات الأدبية والجمعيات والمدارس التي كان لها دور في تطوير الفنون والآداب، وكذلك المكتبات ذات التاريخ والأهمية في الوطن العربي، والصالونات والمقاهي الثقافية.
ويضم الكتاب حوالي ألف مدخل، يدور معظمها حول المبدعين العرب في مجالات الشعر والرواية والقصة والمسرح، سواء أكانوا أحياء أم راحلين، يكتبون بالعربية أم بالفرنسية، وكذلك النقاد العرب الذين رحلوا عن عالمنا بعد أن تركوا أثرا واضحا في مجال النقد والدراسات الأدبية.
وفي ظل غياب أية موسوعة عربية علمية ملائمة للشخصيات كان لابد من إضافة عدد من كبار الراحلين الذين لعبوا دورا بارزا في تشكيل ملامح الثقافة العربية الحديثة، مثل الطهطاوي، والأفغاني، ومحمد عبده، والكواكبي، وقاسم أمين، وبشر فارس، وفرح أنطون، ولطفي السيد، وهدى شعراوي، ونبوية موسى، وسيزا نبراوي، ودرية شفيق.
واهتم القاموس بعدد من كبار العلماء والفنانين والمفكرين والموسيقيين والسينمائيين والمسرحيين مثل علي مصطفى مشرفة، وأحمد مستجير، ومحمد كامل حسين، ومحمود مختار، وحسن فتحي، ومحمد التابعي، ومصطفى أمين، وعلي أمين، وأحمد بهاء الدين، ويوسف وهبي، ونجيب الريحاني، وبديع خيري، وزكي طليمات، وسيد درويش، وعبد الوهاب، وأم كلثوم ... وغيرهم.
أما بقية المداخل فخصصت للكتب المهمة مثل «تخليص الإبريز» للطهطاوي، و«الخطط التوفيقية» لعلي مبارك، و «تحرير المرأة» لقاسم أمين، و «الإسلام وأصول الحكم» لعلي عبد الرازق، و«الاستشراق» لإدوارد سعيد، والكثير من دواوين الشعر والروايات والقصص والمسرحيات، ومنها: «ترجمة شيطان» للعقاد، و«الأيام» لطه حسين، و«عبقر» لشفيق المعلوف، و«الثلاثية» و«ثرثرة فوق النيل» و«أصداء السيرة الذاتية» لنجيب محفوظ، و«أرخص ليالي» و«الحرام» و«بيت من لحم» ليوسف إدريس، و«بجماليون» و«يا طالع الشجرة» لتوفيق الحكيم، و«أزهار ذابلة» للسباب، و«السبنسة» لسعد الدين وهبة، و«رحلة خارج السور» لرشاد رشدي، و«الرجل الذي فقد ظله» لفتحي غانم، و«الأرض» و«الفتى مهران» لعبد الرحمن الشرقاوي، و«مأساة الحلاج» لصلاح عبد الصبور، و«البكاء بين يدي زرقاء اليمامة» لأمل دنقل، و«باب الفتوح» لمحمود دياب ... وغيرها من الأعمال.
وهناك مداخل لأهم المجلات الأدبية العربية التي ظهرت خلال المائة والخمسين عاماً الأخيرة، ومنها: «البيان» لعبد الرحمن البرقوقي (1911 ـ 1921م)، و«البلاغ الأسبوعي» لعبد القادر حمزة (1926 ـ 1930م)، و«الحديث» لسامي الكيالي (1927 ـ 1960م)، و«العصور» لإسماعيل مظهر (1929 ـ 1930م) ، و«أبوللو» لأحمد زكي أبي شادي (1932 ـ 1934م)، و «الرسالة» لأحمد حسن الزيات (1933 ـ 1952م)، و«الأديب» لألبير أديب (1942 ـ 1983م)، و«الكاتب المصري» لطه حسين (1945 ـ 1948م)، و«الجديد» لرشاد رشدي (1971 ـ 1983م) ... وغيرها.
وقد رتبت المداخل ترتيبا هجائيا وتناولت عددا من الحقائق والتواريخ المرتبطة بحياة الأديب ونتاجه الأدبي، بالإضافة إلى فقرة نقدية حول هذا النتاج وختم كل مدخل بعدد من المراجع لمن يرغب في الاستزادة.
والمداخل تشبع حاجة القارئ من جهة، وتشكل نقطة انطلاق للدارسين والباحثين من جهة أخرى، وفي حالات معينة أفردت مداخل مستقلة لبعض أعمال الأديب أو المفكر صاحب المدخل، في حالة طه حسين مثلا، يميل المدخل الخاص به إلى مداخل أخرى مستقلة حول عدد من أعماله: «في الشعر الجاهلي» و «حديث الأربعاء»، و «مستقبل الثقافة في مصر»، و«شجرة البؤس»، وفي مدخل جبرا إبراهيم جبرا يحيل القارئ إلى مدخل «البحث عن وليد مسعود».
ويوضح د. حمدي السكوت أنه بسبب ظروف التمويل والوقت المحدد للانتهاء من الكتاب وحجمه، كان لابد من التوقف في مصر عند الأدباء الذين اصطلح على تسميتهم «جيل السبعينات»، واضطر السكوت لحذف بعض الأسماء بعد أن كتبت مداخلها فعلا، لأن أصحابها من أبناء هذا الجيل.
ونبتت فكرة العمل في رأس د. السكوت عندما كان يدرس في إنجلترا، ورأى حجم الاستفادة من قاموس أكسفورد للأدب الإنجليزي، وحينما انتهى من الطبعة التجريبية لكتاب «ببلوجرافيا الرواية العربية» شجعه ما لقيه من صدى طيب، فغامر وطلب تمويلا للمساعدة في إعداد هذا العمل الموسوعي.
وقد بدأ العمل في هذا القاموس نهاية عام (1998م) وأخذت المداخل تتوالى في عام (1999م) وكان أبرز المساهمين في تلك الفترة د. عبد العزيز حمودة، ود. علي عشري زايد ـ رحمهما الله ـ ومحسن الموسوي، ومحمد شاهين، وصبري حافظ، ويوسف الشاروني، وآخرون، وعبر عدد من الرحلات القصيرة إلى السعودية تكلفت «دارة الملك عبد العزيز» بتغطية نفقات مداخل دول مجلس التعاون الخليجي واليمن، كما تمت الاستعانة بآخرين لكتابة مداخل شمال إفريقيا، وقد أسهم في هذا القاموس اثنان وسبعون باحثا من العالم العربي، منهم: أحمد إبراهيم الهواري، وأحمد درويش، وعاطف العراقي، عزة بدر، وفاروق شوشة، ومحمد جبريل، ومحمود الربيعي، ووديع فلسطين، ويوسف الشاروني من مصر، وحسن بن فهد الهويمل، وحسن النعمي، وعبد العزيز السبيل، وظافر الشهري، ومحمد الربيع، ومحمد بن مريسي الحارثي، ومنصور الحازمي من السعودية، ومباركة بنت البراء من موريتانيا.
وهم كما ترى فيهم نقاد كبار وأساتذة جامعيون وكتاب وأدباء ومؤرخون مرموقون.
وقد استهل د. السكوت القاموس بمقدمة أبرز فيها أهم الصعوبات التي أحاطت بهذا العمل الموسوعي الذي نبتت فكرته الأولي داخله في ستينيات القرن الماضي حينما كان يدرس في إنجلترا وأثار إعجابه قاموس اكسفورد للأدب الإنجليزي، ولم تتح الفرصة لتحول هذا الحلم إلي حقيقة إلا في نهاية عام 1998م، وأشار إلى الصعوبات التي جاءت نتيجة لظروف التمويل وحجم الكتاب الذي يجب ألا يزيد علي مجلد واحد يسهل حمله واستخدامه مما اضطر فريق العمل الوقوف عند الأدباء الذين اصطلح علي تسميتهم «جيل السبعينيات» في مصر، أما في الوطن العربي فقد روعي عدم التقيد بأي جيل إذ لم يبدأ الإبداع الأدبي هناك بخاصة في المجالين القصصي والمسرحي إلا متأخراً، كما أشار إلي سعيه طلب التمويل من بعض المؤسسات العربية عن طريق مكتب التنمية بالجامعة الأمريكية فلم توفر تلك الخطوة إلا نسبة واحد إلي خمسة عشر من المبلغ المطلوب، أما بقية المبلغ المطلوب فقد أسهمت به عدد من الجهات الخليجية إضافة لتبرع عدد من الكتاب العرب بأجورهم عن إسهامهم في القاموس حتى يخرج العمل للنور