دُرَّة ُالمُــــدُن ِ
شعر : عبد اللطيف استيتي
يَمَّمْتُ بَغدادَ فِي قمْراءَ يَسْبقُنِي = شَوْقُ المُعَنَّى وَمُهْريَ مُطْلَقُ الرَّسَن ِ
تُسَابقُ الرِّيحَ في بَيْداءَ مُقفِـرَةٍ = اِلاَّ مِــنَ الليْل ِوالاَشْجَان ِوالحَـــــزَن ِ
لمْ آلَف ِالدَّرْبَ الاَّ مِثلُ قاطِـــرَةٍ = مِن قلبِ عَمَّانَ اَوْ بَيْروتَ اَوْ عَـــدَن ِ
هَلْ تاهَ مُهْريَ يا بَغدادُ وَالَهَفِي = أمْ ضلَّ قوْمِـــيَ في الأرْكان ِوالسُّنَن؟ِ
قلتُ ارْشِدونِي فهَلْ بغدادُ وجهَتنَا ؟ = قِيلَ اترُك ِالظِّلَ خَلْفَ المُهْر ِواسْتَعِـــــن ِ
يَمَّمْتُ بَغدادَ صَدْريَ هائِجٌ اَلَماً = واصلتُ والكرْبُ والاحْزانُ تَعْصِرُنِي
أرْجَعْتُ فِكْريَ للتاريــــخ ِاَسْألهُ = هَلْ جَاوزَ الظلم ُحَدَّ الحاضِر ِالعَفِـــن؟ِ
اَشْباهُ عَصْرِكَ لَمْ تُعْهَدْ عَلى زَمَن = ضَــنَّ الاِخاءُ بـِهِ فـِي زحْمَة ِالفِتَـــن ِ
يَومُ الصَّحيفة ِفي الاَيَّام ِسَابقة ٌ= فيها العُقوقُ مَع َالاَرْحَام ِفي المِحَـن ِ
زَاغَتْ عَن ِالحَقِّ اَقوامٌ بمُوبقَةٍ = فارْتَدَّ جَمْعٌ مـِـنَ الأعْرابِ للوَثـَــــن ِ
يَا عَارَ مَن ْرَأوْا في الغرْب ِمُلتجَأ ً = بَاعُــوا الكَرامَة َبَخساً تافِهَ الثمَــــن ِ
يَا ذلَّ مَنْ جَوَّعَ الاَطفالَ مَنقصَة ً = أنكَى مِــنَ القتْل خنقُ الحَيِّ بالكَفَــن ِ
يَمَّمْت ُبَغدادَ حَتى الصُّبح ِمُضطِربَاً = والجُــرْحُ يَنزُو غَــداةَ الوَصْل ِيُؤْلِمُـنِي
صَلَّيْتُ فِيهَا قبَيْلَ الشمْس ِمبْتهِلاً = للهِ حمْداً فمَـــنْ اِلاّهُ فـِــي المِنـَــــــن ِ؟
مِنِّي سَلام ٌعَلى بَغـدادَ اَنثــــرُهُ = نَثرَ الوُرُود ِعَلَى الشَّطَّيْن ِ وَالمُــدُن ِ
أسْلمْتُ نفسِي غداةَ الوَصْل ِفِي دَعَة ٍ = حَتى اَفقتُ مـِــــن َالإعْيَاء ِوَالشَّجَـن ِ
شَاهَدْتُ مَجْداً أبَا وَقاصَ تقدمُهُ= خَيْلُ المُثنَّى عَلى الجسْرَيْن ِتوقِظنِي
سَيْفُ الرَّشِيد ِعُلوج ُالرُّوم ِتعْرفُهٌ = أرْسَى الحَضارة َ لَــمْ يَفْتَرْ وَلَمْ يَهُن ِ
ألْفيتُ عِزّاً عَلى النهْرَيْن ِمَفخرَة ً = حُبُّ المَسَاجد ِعندَ النَّاس ِأسْعَدَنـِــي
بَغدادُ كالنخل ِكالشَّطين ِخَالِـــدة ٌ = رَغـْــمَ الدِّماء ِتـَــرَاهَا دُرَّة َالمُــــدُن ِ
أيْقنتُ فيها بانَّ الحقَّ منتصــــرٌ = لوْ جَنَّدَ الكفرُ مَا فِي الكَوْن ِمِنْ خَوَن ِ
آمَنتُ فِيهَا بَأنَّ النصْرَ مُقْتَــــرِبٌ = لوْ عَفَّرَ الغرْبُ وَجْه َالاَرْض ِبِالسَّكَن ِ
يممت : توجهت ,,
المعنَّى : شديد الاشتياق
يوم الصحيفة : الصحيفة التي كتبتها قريش لمقاطعة بني هاشم ,, ومحاصرتهم في شعب أبي طالب,,,
الجسرين : معركتي الجسر الاولى والثانية على نهر الفرات , بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني ,, ثم سعد بن ابي وقاص ,,,
علوج : مفردها علج ,, الطويل القامة ,, الاحمر اللون ,, جهم الجثة ,,
السكن : الرماد