من قصائد للإمام شرف الدين أبي عبدالله محمد البوصيري في مدح النبي عليه الصلاة والسلام ظلمتُ سنـةَ مــــن أحيــا الظلام إلـــى أن اشتكت قـدمـــاه الـضـر مــــن ورم ِِ وشــد مــن سـغـب أحـشـاءه وطــوى تـحـت الـحـجـارة كـشـحاً مترف الأدم وراودته الجبــال الـشـم مــن ذهـــــب عــن نفــسـه فـأراها أيًًًًًًًًًـمًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًًا شــمـــــــم وأكـــدت زُهــده فيـــهـــا ضـــرورتــه إن الضرورة لاتعـدو عـلـى الـعـــصــم مـحـــمــد ســيد الــكونيـن والثــــقلين والفريقــــــين مـن عـرب ومـن عـجـم نبينا الآمــر الــنــــاهــي فــلا أحـــــــد أبر فـي قـــــولـه لا مـــنـه ولا نــعـــــم هــو الحبيب الـذي ترجى شـــفــاعـتـه لكـل هـــــول مـن الأهــــوال مـقـتحم دعـــا إلــى الـله فـالـمـسـتمـسـكون به مستمسكون بحـــــبـل غـيـر مـنـفـصــم فــاق النبيين فــي خَـَـلــق وفي خُــلــــق ولـم يـدا نـوه فـي عـلــــم وفـي كــــرم وكـلهم مـــن رســـــول الله مـلـتمــس غرفا مـن الـبـحـر أو رشفاً مــن الديــم وواقفون لــديــــه عـــنــد حـــدهـــــم من نقطة العلم أومن شـكلة الحــــكــم فــهــو الـذي تـم مـعـناه وصــورتـــــه ثم اصطفاه حبيــباً بــاريء الـنـســـــم منـــزه عــن شـــريكٍ فـي مـحاسنــــه فجوهر الحــسن فيـــه غـــير منقســــم دع مــا دعته النصارى فــي نبــيــهـــــم واحكم بما شئت مـــدحاً فـيه واحتكـم وانسب إلـى ذاته مـا شئت من شـــرف وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــم فـإن فضــــــل رسـول الله ليـس لـــــه حـــد فيـعرب عنــه نــاطـــقٌ بــفــــــم لــو ناســـبت قـــــدره آيــاتــه عظــما أ حيا اســمه حين يدعى دارس الرمــم لم يمتــحــنا بما تعـــيا الـعـقــــول بــــه حرصاً علــينا فلــم نرتـب ولم نهــــم أعـيـا الـورى فـهـم مـعـناه فليس يـرى فــي القــرب والبعــد فـيـه غيـر منفحم كــالـشـمـس تـظـهـر للعينيـن مـن بعد صغيرة وتــكــل الطـــرف مــن أمـــــم وكـيـف يُــدرك فـــي الـدنـيـا حـقـيقته قـــوم نيــا م تســـلوا عنــه بالـحُـــلـم فـمـبـلـغ الــعـــلم فـــيــه أنــــه بــشــرٌ وأنه خــيــر خــلــق اللــه كــلـــهـــم أكـــــرم بـخـَـــلـــق ِ نبــّي زانه خُـلـق بالـحــسن مشتمــل بـالبــشر مــتـــسم كـالـزهـر فـي تـرف و البدر في شــــرف ٍ والبــحر في كــرم والـــدهـر فـي همـم كــأنـه وهــــو فـــرد مـــن جــلالــتــــه في عـسكر حيـن تـلــقــاه وفـي حـشم كــأنـمـا اللؤلؤ الـمـكـنـون فـي صد ف مـن مـعـدنـي منــطــٍقٍ مـنـه ومــبتسم لا طـيـــب يـعــدل تُـربـاً ضــمه جسـد طـــوبـى لـمـنـتـــشـق منـــه ومـلـتـثـم صلِ ِعلى الحبيب قلبك يطيب.