سادتي الكرام
سأمسك جمرا واقف في زاوية عاريا إلا من فكري وإنسانيتي وكلمة حق يجب أن تقال ، اعلم أن الجمر سيحرق يدي واعلم أن الوقوف في زاوية الرجم هو انتحار فان سلم جسدي من رجم الحجارة فلن يسلم خدي من صفع الكلمات وجسارة العداوات ولدروب الحق ضرائب ،
أعلم باني بكلامي هذا سأصنع لنفسي أكثر من عدو يرجمني لكنها يا أخوان كلمة حق شغلتني ، اعتقدتها فاعذروني أو ارجموني حتى الموت لكن لا تمثلوا بجثتي ولا تقطعوها ولا تحرقوها كما فعلت الفتوى بالحلاج !
كلامي أولا :
إلى سيدتي الكريمة عواطف عبد اللطيف وأستاذي الكريم عبد الرسول معله وأقول شكرا وألف شكر لكما ومرحا بكل نشاط أدبي يتبعه التنافس الشريف المتكافئ كما هو الحال في هذه المسابقة وهو جهد يضاف إلى جهودكما المباركة لكن مفهوم المسابقة وسياقاتها المتفق عليها بشكل عام لا تسمح بالمجاملات التي ظهرت في هذه المسابقة بوضع المكرر للأول والثاني والثالث قد يحدث هذا وعند الضرورة الملحة جدا أن يكرر منصب واحد في تقاسم للجائزة الأولى أو الثانية أو الثالثة لا أكثر وما رأيناه بهذا التكرار لا يفسر إلا بالمجاملة وكان من المفروض أن يكون الحزم هو الفيصل وهذا حال المسابقات فيه الفائز وفيه الخاسر والخسارة لا تعني نهاية العالم أي أن تتقاسم الأسماء الأربعة الأولى الفائزة المناصب من الأول الى الثالث رغم تحفظي على المنصب الأول وبهذا يتم حذف اسمي المنصب الثالث الحالي ويصطفا بكل ثقة مع قائمة الخاسرين لأنه ليس من المعقول أن يربح ربع المتسابقين في مسابقة ما ! وهذه هي المجاملة بعينها .
ثانيا :
تمنيت لو أضيف إلى لجنة التحكيم أستاذ أكاديمي مختص بالنقد العربي يستفاد من خبرته في التقييم لان الشاعر الجيد أو القاص الجيد لا يشترط أن يكون ناقدا جيدا وسيعتمد في تقديره إلى قدرته الذاتية وهي لا تكفي إطلاقا في حالة التحكيم
ثالثا :
كلامي مخصص إلى الإنسان الطموح الذي اعرفه عن قرب وهو ولدي محمد سلطان وقد أخبرته بان نجمه سيعلو في سماء القصة والأدب العربي لكنه لم يف حق العم إبراهيم والده الكريم في هذا النص هذا الإنسان الكادح وكل كادح حين يصنع عالما أو أديبا أو أنسانا له قيم في هذه الحياة يستحق أن ننحي له ونقف له إجلالا . والدك يستحق منك يا ولدي محمد أكثر من هذا النص وأكثر عمقا وتجديدا وأنت الموهوب وصاحب القدرة على خلق الجيد والممتع وهو عهدي بك وبنصوصك ، سلاما أيها العم الكبير أيها المعلم الفاضل
رابعا :
كلامي للأخت الأديبة السيدة سوسن سيف
سيدتي الكريمة إن شئت فاصفعيني ألف مرة ، أعطيك الحق لان ما سأقوله لا يسر وسيقتل الفرحة في عينيك لكن تأكدي بان ما يزعجك ويؤلمك اليوم سينفعك في المستقبل كشاعرة وكاتبة ، لك الحق أن تغضبي وتردي بأقسى الكلام واعدك باني سأفتح صدري السومري واقف في زاوية الرجم وارجميني ،
اعتذر لأني وفي أول رد لعمل لك فلم أتشرف بمعرفتك مسبقا سأتخطى حاجز اللياقة بقول كلمة حق وما ابغض الحق! هذا إن كان حقا لأنه يخضع للتقييم وما أقوله هو رأي شخصي غير ملزم يقبل الخطأ ويقبل الصواب وأقول :
ـ إن النصوص المقدمة للمسابقة بلا استثناء لا ترتقي إلى منصب الأول وتمنيت لوترك المنصب شاغرا ويكون التنافس على المنصب الثاني والثالث بين نص الأخ الأديب صالح جبار محمد الخلفاوي ونص الأديب الصاعد محمد سلطان ونص من بقية النصوص التي لم توفق للترشيح ويخطر ببالي مثلا نص رائع لا اذكر صاحبة وأظنه للأديب الراقي سعدون البيضاني
لان تعبيره وأسلوبه المتميز يشي بذلك
بالنسبة إلى قصة لو لم تكن أبي للسيدة الأديبة سوسن سيف
لا اربد أن ادخل في تفاصيل قراءتها وتحليلها ولا يهمني كونها الأولى أو الأخيرة لأننا سنحتاج إلى خبير نقدي متخصص حتى تتوفر حالة إقناع المقابل لكني كمتلقي عادي يمكنني ولي الحق أن ابدي رأيا بعدما طرحت للعموم وأصبحت ملك القارئ . وأقول :
للأسف لم تستغل الكاتبة جمالية الفكرة وخصوبتها وإنسانيتها بالشكل المطلوب لترتقي بها إلى درجات القص الجيد لأنها قتلت هذه الجمالية بأسلوب المباشرة والتقريرية وسطحية الطرح ولم أجد كقارئ سوى أسلوب بسيط متواضع يمكن لأي صحفي أن يعبر بمثله في تقرير لو سمع تلك القصة والمأساة الإنسانية ، أسلوب يفتقد إلى العمق والإبداع لان من أوليات الإبداع هو التجديد و العمق وعدم السطحية وعدم المباشرة والوصف الشعري والتأويل والإيحاء وصناعة الصورة القصية أو الشعرية وألف و.. و... وأرجو من أساتذتي أن يبينوا لي أولا إشكالية العنوان وسياق وأحداث النص الغامض عندي لقصوري ربما ، ثم ارجوهم أن يدلوني على جملة إيحاء واحدة في النص أو إشارة رمزية أو فيض فلسفي أو لمحة تحاكي علم النفس أو صورة قصية أو لمحة شعرية ، المشاعر والفكرة يا سادتي لا تكفي لعمل نص قصي جيد ، الصحفي بتقرير معين عن مأساة في مكان ما وما أكثرها أيضا يستطيع أن يبكينا رغم أني لم أجد ما يبكي في النص لأننا نرى كل يوم العشرات من المسلسلات تطرح هذه المأساة ولا جديد في هذا الطرح فهو نسخة مكررة مطروقة في المسلسلات والأفلام وان كانت القصة هنا حقيقة ومؤثرة إلا أنها تبقى تقليدية مكررة تخلو من عنصر التجديد
اعتذر لك سيدتي الشاعرة لكن تأكدي بان هذا الكلام رغم وحشيته وقسوته يفيدك ولا يسمح لفرحة الفوز أن تقتل أفكارك الجميلة وتحبس من رؤاك لأنك تستحقين أفضل من هذا الأسلوب المتواضع وهو ما قرأته في هذا النص بالذات و للمثال حين وصلت إلى هذا المقطع الجميل في النص
"""" وشعرت بتلك الفجوة بيني وبينك كانت تلك الفجوة تكبر وتزداد أتساعا كنت أسالك في داخل اعماقي : ألم تكن تحبني يا أبي ؟ ولأنني لم أجد جواباً ظل السؤال معلقا وفاغراً فاه . """""
قلت الحمد لله بدأ الانفتاح نحو العمق لأنها بداية جيدة مفتاح ذهبي للدخول في دوائر التحليل النفسي واللاوعي وسيخرج النص من رتابته وسطحيته لكن الرتابة والمباشرة عادت وخيب أملي في الدخول إلى ذلك العالم الشيق المتناهي
اعتذر ثانية سيدتي ولك الحق في كل ما ستقولين وتفعلين واعتذر من الجميع ومن لم أقيم أعمالهم فانا لست بصدد تقييم الأعمال وهو ليس من حقي لكني وجدت نصا اعتلى المنصة فجرني تطفلي إلى هذا الكلام الذي لا يتعدى طرح الرأي وغير ملزم لأحد وأتمنى أن أكون مخطئا بتقييمه واعتذر من الجميع عليه وكلكم أعزاء قوم وكرام " والعذر عن كرام القوم مقبول "
المقصر
الدكتور نجم السراجي
التوقيع
الدكتور نجم السراجي
مدير ومؤسس مجلة ضفاف الدجلتين ( 2008 )