\
كلُّ الوجوهِ الصامتةْ
في الفجرِ
غطاها الجليدْ
عندَ الأصيلْ
يتساءلونْ
عن أرضنا وترابنا
وعن الأمانْ
في ظلمةِ الزمنِ الضنينِ
دم القصيدةِِ لن يسيلْ
فوق الخدود الباهتةْ
فوق الوجوه الجامدةْ
وأنا المسافرةُ العنيدةُ في الحروفْ
تعبت خطايَ من الرحيلْ
والكلُّ يندب حظَّهُ
قتلوا العروبة بالوعيدْ
والغرب غنى لحنَهُ لِلْمستزيدِْ
صوت الشهيدْ
ما زال يُسمَعُ من هناكَ أنينُهُ
قربَ الجدارِ
مصاحباً صوتَ الأذانْ
أصواتُ أجراسِ الكنائسِ من بعيدْ
تبكي وتخترقُ المكانْ
في يوم تموز الطويلْ
سرق السكون
الله أكبر ياعرب
الله أكبر يا شباب
هو لم يمت
ما زال حياً بيننا
فحروفهُ
فقأت عيونَ الحاقدينَ
لأنها محفورةٌ في الخاصرةْ
لم يقتلوهْ
قتلوا المحبة والسلامْ
قتلوا المرؤة َوالوئامَ
وصارت الخيباتُ تتحفُنا بطعمٍ كالمرارْ
والشّوق يقبعُ فوق سعفات النخيلْ
جُنّ الفؤادُ على سفوحِ الانتظارْ
والعمر يرحل في اصفرارْ
الطفل في ليل المدينة غارقٌ في بحرِ هاتيك الدموعْ
ويل لبغداد الرشيدْ
يبكي عليها العاشقونَ
الساهرونَ
المتعبونْ
الناس تأكل بعضَها
والشمس تخجل بالسطوعْ
ذاب اصطباري بين أروقة الفصولْ
لا شيءَ أحمل فوق كفي
غيرَ أمطارِ الحنينْ
شاخ الأنينْ
والجرح من ألمٍ يزيدْ
والسوس ينخر في الضّلوعِْ
والريحُ ضجّت بالفؤادِ وأطفَأتْ ضوءَ الشموعْ
يجتاحني حزنٌ ويصلبني الهديلْ
أكلت نفوس الغدر قوت الجائعينْ
زهدوا بدجلةَ والفراتْ
من خلف قضبان الحياةْ
والأرض غصت بالذئابْ
والموت يرحل بالشبابْ
وكفوفنا صارت ترابْ
فأتيت أرسم غربتي وسط الذهولْ
حطت خطوطُ العمرِ مِنْ هالاتِها فوقَ الجبينْ
بغداد عاصمةُ الثقافةِ
صوتُها
مازال يصدح بالنشيدْ
بغداد يا أرض الجدودْ
رغم العذاب
رغم الضباب
رغم الحصار
رغم الأيادي الغادرة
تَمْضِي الَي الْنَّصْر المَبْين
إني أرى
بين الجموع السائرينْ
بغداد تولد من جديدْ
وأكاد ألمح من خلال عيونهم
((لا مستحيل))
قد حان ميعاد الرجوعْ
فلربما آنَ الأوانُ لنلتقي
وغداً نعودْ
\
عواطف عبداللطيف
20\7\2013
التوقيع
آخر تعديل عواطف عبداللطيف يوم 07-24-2013 في 06:03 AM.