يا أيها الوطن...
يا رئةَ الموتِ التي تسعُلُ المقابرَ
مَتى تكفُّ عن شتْلِ الألسِنة
وحصدِ الخطابات
ابحثُ عنكَ كطفلٍ تاهَ عن أبيه
في سوقِ النخاسين
****
يا أيها الوطن /الشمس
اشتاقَ قلبي المتجمدُ ثرثرتَكَ
أيها الوطن /البحر
مذ أصابَ سفينتي الكساحُ
ودخلتُ في غيبوبتِكَ الوطنية
وأنا اصرخُ باسمكَ
*****
ضعْ صليبَكَ على صدري
تَكتْفْ..
واسجدْ على تربةٍ
وحينَ تُنهي صلاتَكَ توجَّه إلى النخيل واقرأْ (زيارةَ العراق)
السلامُ عليكَ يا وراثَ الجرح
اشهدُ انَّكَ قدْ أقمْتَ الحزنَ
ونهيتَ عن العيد
وكنتَ نوراً في الحضارات الشامخة
حتى أتاكَ الغرباءُ
فلعنَ اللهُ احزاباً قتلتكَ
ولعنَ اللهُ جيراناً تآمرتْ عليكَ
ولعنَ اللهُ ...المُصرْحين
****
يا أيها الوطن
مَتى تقطعُ شجرةَ الألسِنة ..؟
الملعونةَ على لسانِ رافديكَ
أغصانُ الكراهيةِ فضَّتْ بكارةَ النوافذ
والجذورُ توغَّلتْ في يبابِ القلوب
وأنا انتقلُ من مصحة إلى أخرى
ابحثُ عن دواءٍ غادرٍ
يعلمني القسوةَ
وتركَ الإدمانِ من شمَّ الأرض
وزرقَ السعف في أوردةِ الذكريات
****
وطني الحبيب
اعتذرُ في المرةِ السابقة
لأنني تحدثتُ بقسوةٍ
فالحجارةُ التي رموني بها
مازالت تملأ فمي
والدموعُ التي خسرتُها في (فيغاس)
لم يرجعوها لي كما وعدوني
وطني الحبيب..
افرشْ لي سجادةَ البكاء
وضعْ أمامي عشاءَ المفخَّخات..
وسأتصل بكَ على الدوام
لا تخفْ..
مازالَ في قلبي رصيدٌ من الحزن
يكفي لاتصالٍ أخير
التوقيع
أتزهر في روحي حدائقُ جنةٍ
ثلاثونها المسكينُ كالطفل يقبعُ