أسلوب الاستثناء
عبد الرسول معله
تعريفه: هو إخراج شيء من مجموع ما قبله.
فحين نقول ( حضرَ الطلابُ ) اعتقد السامعُ أنَّ جميعَ الطلاب قد حضروا,وحين نقولُ ( حضرُ الطلابُ إلا محمّداً) عَرِفَ السامعُ أنَّ الطلابَ قد حضروا ناقصينَ واحدا وهو مُحمّد ، فهو يشبه عملية الطرح عند الرياضيين.
أدوات الاستثناء هي ( إلا ، سـِوى ، غَـيْر ، عَدا ،خَلا ، حاشا )
إلا: وهي حرف والاسم الواقع بعدها له ثلاث حالات إعرابية وهي:ـ
أ:ـ وجوب النصب :ـ إذا كان الكلام مثبتا والمستثنى منه مذكورا مثل (( ينقصُ كلُّ شَيءٍ بالإنفاقِ إلا العِلْمَ)). فالجملة مثبته (( خالية من أداة نافية )) والمستثنى منه موجود (( كلُّ شيءٍ )) فيعرب الاسم بعد إلا (( مستثنى منصوب))
ب:- جواز الوجهين:- إذا كان الكلامُ منفيا والمستثنى منه موجودا مثل (( ما جاءَ المعلّمونَ إلا محمداً)) فالاسمُ بعدَ إلا له وجهان من الإعرابِ:-
1-إلا أداة استثناء. محمدا:- مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
2 إلا أداة حصر. محمد بدل من (المعلمون) مرفوع وعلامة رفعة الضمة
ج:- حسب موقعه من الجملة :- إذا كان الكلام منفيا والمستثنى منه غير موجود مثل ( ما كتبْتُ إلا قصيدةً) إلا أداة حصر.قصيدةً:مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة (لا يساومُ على مَصيرِ الوَطَنِ إلا الخائـنُ) الخائنُ:فاعل( يساومُ) مرفوع . ( ما رَفَعَ الأُمـمَ إلا الأَخلاقُ الفاضلةُ) الأخلاق:فاعل مرفوع.الفاضلة نعت مرفوع
غير . سوى وهما اسمان ولا يأتيان إلا مضافين ويأخذان الحكم الإعرابي للمستثنى بـ ((إلا)) مثل
أ- ((أكرَمْنا المهندسين سِوى مُحمّدٍ)) سوى: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وهو مضاف. محمد : مضاف إليه مجرور لأن الكلام مثبت والمستثنى منه موجود (المهندسين )
ب(لا يسافر الطلاب سوى طالبين) الجملة منفية بـ (لا) والمستثنى منه موجود (الطلاب) فإعراب سوى على وجهين
الأول: سوى : مستثنى منصوب وهو مضاف . طالبين: مضاف إليه مجرور بالياء. الثاني : سوى : بدل مرفوع وهو مضاف . طالبين : مضاف إليه مجرور بالياءج-(( ما قرأت غير كتاب )) الجملة منفية بـ (( ما )) والمستثنى منه غير موجود فتعرب غير حسب موقعها من الجملة . غير : مفعول به منصوب وهو مضاف . كتاب مضاف إليه
عدا ، خلا ، حاشا:يكون الاسم بعد هذه الأدوات : أ- مجرورا باعتبارها حروف جر تفيد الاستثناء
ب: مفعولا به باعتبارها أفعال وفاعلها مستتر وجوبا مثل أُحُبُّ الناسَ عدا الـمُـنافِـقَ) (وَقَفَتِْ السيّارَات خلا واحدةًٍ) (كَـفَـرْتُ بالآلهةِ جميعا حاشا اللهَِ) أ-عدا. خلا. حاشا: حرف جر يفيد الاستثناء .الأسماء التي بعدها :اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ب-عدا.خلا.حاشا.فعل ماض جامد والفاعل مستتر وجوبا والأسماء التي بعدها مفعول به منصوب.
ملاحظة مهمة : إذا دخلت ((ما)) المصدرية على (( عدا . خلا )) فتعرب فعلا فقط والاسم بعدها مفعول به مثل:
( كُلُّ شَيءٍ باطِـلٌ ما خلا اللهَ ) ( حضر الفريق ما عدا المدرب).
لكل حالة من الحالات المتقدمة مصطلح نحوي
أ ـ إذا كان المستثنى منه مذكورا سمي بـ ( الاستثناء التام) مثل ( حضرَ الطلابُ إلا علـيّـا ) سواء كانت الجملة مثبتة أو منفية.
ب :إذا كان المستثنى من جنس المستثنى منه سمي بـ ( الاستثناء المتصل) مثل ( دخلَ المدرّسون القاعةَ إلا مدرّسَ الفنيّة )
ج ـ إذا كان المستثنى من غير جنس المستثنى منه سمي بـ ( الاستثناء المنقطع )مثل ( وصلَ المسافرون إلى المدينةِ إلا أَمْتِـعَتَهُم )
د ـ إذا كان المستثنى منه غير موجود سمي بـ ( الاستثناء المفرغ)مثل ما نَـجَحَ إلا الـمُجْتَهـِدُ)
ملاحظة مهمة : إذا كان المستثنى في الجملة المنفية من غير جنس المستثنى منه فلا يجوز الوجهان (الاستثناء والبدل ) وإنما يعرب مستثنى فقط كقوله تعالى (لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلاَّ سَلاَمًا )فاللغو هو رديء الكلام وليس السلام جزءا من اللغو وإنما هو كلام جميل فإعرابه (( سلاما : مستثنى منصوب فقط ))
ملاحظة مهمة :- اذا تأخر المستثنى منه عن المستثنى في الجملة المنفية فلا يجوز الوجهان (( الاستثناء والبدل)) وإنما يعرب مستثنى منصوب فقط مثل (( ما اتخذْتُ إلا الكتابَ صديقا)) فالكتاب مستثنى قد تقدم على المستثنى منه (( صديقا)) فلا يعرب (( بدلا)) وإنما مستثنى منصوب فقط .