في لحظة ٍ...
كتبْتُ ما ظنوا أنه سيُحْدِث ثغرة، ورُبما سيطيح بركنٍ مِنَ التاريخ...
ثارت ثائرتهم وضاق بهم الكلام ليلوحوا بما لديهم فضاقت بي السبلُ، ولمْ تَتَسِع الأمكنةُ بِما رَحبتْ خُطاي ولا حتى زلةَ قدمي إنْ صَدقتِ الزلةُ وصدق الكلامُ،
على هذه البسيطة وفي ذلك المكان ليس لي سوى نخلة تحرسُ داراً لنا استأجرها الآباءُ يعزُ عليَّ تَرْكُها لكني تَركْتُ قبلةً طَبعتُها على جبين " أمي " ورَحَلتُ...
هناكَ ، منَحتني الموانئ اسماً وهويةً ومنحتني كاعبٌ أنسيةٌ قلبَها ... قالتْ :
ـ هوَ لحدي!
حَسبتُها مزحة وعابِرَ كلامٍ ونسيتُ أو تناسيتُ لكن تقادم الزمان أكدَ الظُّنونَ وكشفَ ما خفى فعدتُ اليَّ أكشفُ أوراقي وأوراقها فكان اليقينُ الذي يتبعه القرار ...
كُدْتُ اتركها لولا دمعة تبلورت لؤلؤة في بحر عينيها ولولا ثمالة عشقها ورقة الكلام ولولا سطوة جمالها وخرافة البدن الممشوق ولولا هاتف يلح في السؤال:
ـ لم الملام وقبلاتها لك شفاء ؟
لكنها تبقى في وجدي ملاك وفي يديها سياط !
تلكَ معادلةٌ تأرجَحَتِ الروحُ فيها بين لذةٍ لا تُتْرَك وبين هيبةِ الوقار ...وجاءَ الردُ من عصا الإنصاف :
ـ عُدْ قبلَ أنْ تخْسَرَ خصْرَها وقبلَ أن تغرقَ حدَ الاختناقِ...
عدْت ُكما الأمر مع النوارسِ العائدةِ ،
وحينَ تَنَكَرَتْ لأسمائِنا مُدنُ ولدَتْنا ، هاجَرَتِ النوارسُ وترَكَتني أمارسُ طقوسَ اللقاءِ لأصحو منْ وقعِ غيبوبةٍ عشْتُ لَذَتَها تُحيلُني إلى الجهات ، والتَفِتُ حوْلي فأجِدْني في غمرةِ الحُزْنِ أبْحَثُ عَنْ جبينِ " أمّي " فلا أجد إلا اثر صورةٍ تَرَكَتْها قَبْلَ الرحيلِ وأوْصَتْ :
ـ سيعود ويمد البصرَ فلا يجد جبينا يقبله !
وأمُدُ بصَري " أنا " لأجدها، ويخونني النظرُ... أبكي، أرنو إلى وجهِ السماءِ، أصرخُ:
اهبطِي مَلاكاً " أُمّي "
دمعة / جمرة / واحدة
لا تكفي لتطيري
.....
الدكتور نجم السراجي
مؤسس مجلة ضفاف الدجلتين www.thifaf.com
التوقيع
الدكتور نجم السراجي
مدير ومؤسس مجلة ضفاف الدجلتين ( 2008 )