فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ الحجر(29)
فهنا يقول الله جل جلاله , أنه نفخ فيه من روحه، والشبهة هي أن الله لديه روح على حسب هذه الآية الشريفة !!
للتوضيح
إن الله عز وجل منزه عن الحد والمكان أي أنه جل جلاله كما يقول مولى الموحدين عليه السلام أنه لا يؤيّن بأين ولا يحد ّبحد ولا يكيّف بكيف إذ هو خالق المكان والزمان والعدم وكل شيء ..
الروح الواردة في قوله تعالى : (( وَنَفَخت فيه من رّوحي )) هي روح مخلوقة , جعل الله منها في آدم وعيسى (عليهما السلام) , وإنما قال روحي كما قال بيتي وعبدي وجنتي وناري وسمائي وأرضي.
أولاً: عن محمد بن مسلم، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (( وَنَفَخت فيه من رّوحي )) قال: روح اختاره الله واصطفاه وخلقه واضافه إلى نفسه وفضله على جميع الارواح فامر فنفخ منه في آدم. (التوحيد: 170 ج1) .
وعن أبي جعفر الأصم قال: سألت أبا جعفر(عليه السلام) عن الروح التي في آدم (عليه السلام) والتي في عيسى (عليه السلام) ما هما؟ قال: روحان مخلوقان اختارهما واصطفاهما، روح آدم (عليه السلام) وروح عيسى(عليه السلام). (التوحيد: 171 ج4).
من هاتين الروايتين يظهر ـ والله العالم ـ أن الروح جنس له انواع (لأنه قال بخصوص هذه الروح: وفضله على جميع الارواح فهناك أرواح وهذه منها).
ولهذا النوع الذي شرفه وفضله افراد حيث شخصها الإمام (عليه السلام) بروح آدم (عليه السلام) وعيسى (عليه السلام) وأن الله أمر فنفخ منه في آدم ومن للتبعيض.
فعدد أفراد نوع هذا الروح المختار كثيرة، يصطفي الله منها ما هو أشرفها وافضلها لأنبياءه بحسب مراتبهم وافضليتهم.
ومن الواضح في الرواية أن الذي نفخ في آدم بعض هذا الروح بدلالة من التبعيضية لا نفس الروح الذي شرفه الله واصطفاه، ولذلك قلنا أن هذا الروح لابد أن يكون نوعاً، وهذا البعض (الفرد) الذي في آدم له شرف ومختار أيضاً من الله.
ولابد من الاشارة هنا إلى أن قوله عز وجل: (( من روحي )) للتشريف مثل قولنا: (بيت الله) ولا تدل بحال على أن الله روحاً وأن جزءاً منها حل بآدم أو عيسى (عليهم السلام) ـ نعوذ بالله - وفي هذا المعنى روايات لا بأس بمراجعتها.
ثانياً: وأما الكلام عن جنس الروح ما هو، فقد ذكر العلامة الطباطبائي في ميزانه عند تفسير قوله عز وجل (( قل الروح من امر ربي )): أن الروح من سنخ امر الله (كن فيكون) فهي من عالم الملكوت لا الملك ذي الاسباب والمسببات والذي يعبر عنه بالخلق (الميزان 13: 181).
فعن سماعة عن الصادق(عليه السلام): وسألته عن الروح قال: هي من قدرته من الملكوت (البحار 4: 13) .
والله العالم.