عندما يأتي الشتاء
في بلادي
الطريق خالية
والمدينة
تحتضن كل رمادي
ذكربات
كم تغير
وتغضن
وجه بغداد الحبيبة
ليس في الارض
عشب
وتعرى
من زمان
كل ما كان هنا
وهناك من شجر
لم يعد يأتي المطر
هجرت كل الطيور
لم تعد في الايك
ولا حتى حمامة
وكلاب جائعة
تبحث
بين القمامة
وصغير يقف
في الزاوية
امه
قتلت قبل ايام هنا
حين كانت ماشية
ورآها من بعيد
ينتظر
ضحكتها الزاهية
يا صغيري
انت لا تفهم
ما الموت
وما كذب الوعود
انت لا تدري
بمن يأتي
ومن ابدا لا لن يعود
في بلادي
يقتل الانسان
كما تقتل ذبابة
وعلى أرصفة الحزن
يظل الدم مسفوحا
وتغسله سحابة
يحصد الموت
فتى في عز شبابة
ويمر الليل
فتبكي
من البعد ربابة
في بلادي
تشرق الشمس
على الدنيا صباحا
والرجال يذهبون
كما يسموه العمل
يبحثون عن رغيف
يسقطون
مثل اوراق الخريف
وينسون الامل
يا بلادي
يا بلاد الاتقياء
يا بلاد الأولياء
يا بلد الاوفياء
اين انتم
يا رجال الامس
وقد مل المساء
لم تعد غير العصابات
تجول
تقتل الناس
وتمضي
ويظل الصمت
والدمع الهطول
لا سؤال
لا هناك من يقاوم
او يرد او يقول
وتغطي الليل
مأساة خجول
في بلادي
يختفي القانون
وكل الاسئلة
الجميع خائفون
فهناك قتلة
وقوى شر
وعصبة سفلة
من سيحمي
الابرياء
من جنون قنبلة
وسينسون
عذاب يومهم
ويضيع
معنى تلك المسألة
في بلادي
يسكت اللحن
واصوات الغناء
والمقاهي
تقفل ابوابها
أمام البسطاء
في بلادي
قطعوا في الة العزف
كل وتر
خجل الليل
من دنيانا
وغادرنا القمر
تنطفئ كل النجوم
كي يمرالشر
في كف التتر
في بلادي
الجائعون
يقفون
في طوابير طويلة
يشترون اي شيء
اي شيء
كي يـأكلون
في بلادي
باعوا دورا
باعوا ابوابا شبابيكا
وحيطان حجر
اشتروا النار والثلج
لصيف
وشتاء
قد عبر
دفعوا
كل شقاء عمرهم
لأوراق سفر
في بلادي
بيعت الانسانية
بين غر وكبير
لم يكن اي فرق
هكذا صار المصير
اشتروا بالمال
نفوس وضمير
في بلادي
افترشوا الارض
وما ملكوا
حتى السرير
وبنوا سقفا
لا يقيهم من مطر
وطريق موحل
يمشون
فيه كل يوم
تفتح أفواهها
للمساكين الحفر
فمتى يا بلادي
نستعيد ضحكة الطفل
وتغريد الطيور
ومتى يفتح اكمامه
كل الزهر
ومتى
يغسل الحزن
ويمحي
من قلوب الناس
مأساة القهر
في بلادي
يجلس التعساء
خاوين البطون
ينظرون
انهم لا يبصرون
انتهى حتى البصر
لقمة العيش تهون
ما تغير أي شيئ
انهم
يشبهون نخل بلادي
كل شموخ الامس
اليوم انكسر
يا ترى
هل يعيشون
كما يحيا البشر ؟
في بلادي
يرتدي الكل السواد
قد نسوا الالوان
وناموا
في الرماد
ومشى التاريخ
مبتعدا
آه من هذه البلاد
آه من هذه البلاد
من سيكتب
كل هذا
أبدم أم بدمع..
حين ينفذ
ما لدينا من مداد
سوسن سيف
باريس