البصرة - أحمد وحيد
انطلقت فاعليات مهرجان المربد الشعري السابع بمتغيرات لم تعهدها الدورات الست الماضية من بينها إدخال العروض الموسيقية والراقصة وحضور شعراء من أوروبا وأميركا من دون حماية عسكرية أو مدنية، ما انعكس على نوع القصائد المقدمة في اليوم الأول، والتي تناولت مرحلة الاضطراب الأمني والتهجير في العراق خلال السنوات الماضية.
وبدأت الفرقة الشعبية للفنون المسرحية عروضها في حفل الافتتاح، واستعانت بفنانات إناث في العرض الراقص كخطوة واضحة على تغير واقع الفن في المحافظة وتحرره من قيود فرضتها الجماعات الدينية قبل أكثر من سنتين.
وصل التغيير إلى الجمهور الذي كان يتمايل ويرقص مع إيقاعات فرقة «الخشابة» البصرية، وأخذ يردد مع الفرقة بصوت عال الأغنية الفلكلورية الشهيرة «مركب هوانه من البصرة جانه». السلام الجمهوري لم يكن مسجلاً، وإنما عُزف حياً للمرة الأولى في البصرة بآلات موسيقية من بينها العود والكمان والطبلة وأنشدته فرقة شابة مختلطة من الإناث والذكور بعدما كان يُقدم للحضور مسجلاً.
المختلف في مربد هذا العام هو حضور شعراء من دول غربية من دون حماية، وبعدد كبير أوجب على منظمي المهرجان تقديمه باللغتين العربية والإنكليزية بعدما كانت دعوات المربد تواجه غالباً بالاعتذار من المدعوين من خارج العراق بسبب الاضطراب الأمني في المحافظة.
ويقول عضو اللجنة المنظمة باسم القطراني لـ «الحياة» إن «شعراء لبوا الدعوة من الولايات المتحدة وصربيا وتركيا وبريطانيا وكندا والدنمارك». وأضاف: «ستكون هناك قراءات لهم خلال جلسات المهرجان الذي سيستمر لمدة ثلاثة أيام».
وكانت المطالبات السياسية حاضرة، إذ طالب ممثل الإتحاد العام للأدباء والكتاب ألفريد سمعان في كلمته «باستبعاد وزارة الثقافة من المحاصصة في حال تشكيل الحكومة الجديدة على أساسها». كما طالب أيضاً «بضرورة جعل الوزارة سيادية وبموازنة كبيرة تؤهلها لإقامة نشاطات تدل على أن العراق عاد إلى سابق عهده كمركز للثقافة والفنون».
وبدأت القراءات الشعرية، وتحدثت غالبيتها عن سنوات القتل والتهجير والإقصاء السياسي والفكري في العراق حيث جاءت قصيدة الافتتاح للشاعر محمد علي الخفاجي الذي وصف فيها تهجيره من منزله عام 2006، ومن ثم أعقبتها قصيدة شاعر البصرة كاظم الحجاج في الموضوع ذاته، إذ قال فيها إن «الطير يسبح لله ... فلماذا نذبحه ونكبر بإسم الله؟ ... كم نقتل باسمك يا الله». واستمر في الشأن السياسي المتعلق بالانتخابات الحالية: «آخر ما قلت لإبني يوسف ... اذهب وانتخب ... تعوّد على الإنتخاب ... حتى قميصك اختره بنفسك كي يصير حقاً قميص يوسف».
دار الحياة