والحياة خليقة أن نحياها ما دامت الطبيعة تستطيع أن تهدى إلى الناس زهراً نضراً يحمل ابتسامة الشمس ورقة النسيم وعذوبة الندى وهدوء الليل وخصب الأرض، وربما تحدثت إلى النفوس ألواناً من الحديث لا تستطيع لغات الناس أن تصورها لأنها غامضة أغمض من أن تسعها الألفاظ، ولأنها واضحة أوضح من أن تنكرها النفوس، ولأنها تصور من نجوى الشجر والزهر حين تشملهما ظلمة الليل أو يغمرهما ضوء النهار، وما يكون من مرح الغصون حين يداعبها النسيم ومن جزعها وفزعها حين تعصف بها الريح، وتصور مرح الطير حين يسفر الصبح واكتئابها حين يدنو الأصيل، وتصور ما يكون بين أمواج الأنهار والجداول من مداعبة وملاعبة ومعاتبة ومغاضبة، وتصور ما تحمل الشمس المشرقة إلى الأرض من موجدة، وتصور هذه الرسائل الجلية الخفية التى تحملها أشعة الكواكب والنجوم بين الكواكب والنجوم..