رد: خطبة الرسول الأعظم ( ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه...
9. أمر النبى (صلى الله عليه وآله) المسلمين ببيعة على (عليه السلام)
ثم تطرَّق إلى مسألة البيعة وبيَّن أهميتها وقيمتها وقال (صلى الله عليه وآله): فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أميرالمؤمنين والأوصياء من بعده الذين هم مني ومنه إمامةً فيهم قائمة، خاتمها المهدي إلى يوم يلقى الله الذي يقدِّر ويقضي.
ألا وإني قد بايعت الله، وعلي قد بايعني، وأنا أخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل. ثم قرأ: (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله، يد الله فوق أيديهم. فمن نكث فانما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجراً عظيماً).(1)
10. مستقبل الأمة والمصاعب الثقيلة
وفي خطبة الغدير تنبَّأ النبي (صلى الله عليه وآله) بمستقبل المسلمين وما سيواجهونه من مصاعب، وعيَّن لهم أميرالمؤمنين (عليه السلام) المرجع في ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): فإن طال عليكم الأمد فقصَّرتم أو نسيتم فعليٌّ وليكم ومبينٌ لكم، الذي نصبه الله عز وجل لكم بعدي أمين خلقه. إنه مني وأنا منه وهو ومن تخلُف من ذريتي يخبرونكم بما تسألون عنه ويبيِّنون لكم ما لاتعلمون.
ثم قال: "معاشر الناس، وكل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه، فانى لم أرجع عن ذلك ولم أبدل. ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه...".
____________
1- سورة الفتح: الآية 10.
كما أوجب النبي (صلى الله عليه وآله) على المسلمين إبلاغ خطاب الغدير إلى غيرهم تطبيقاً لأنه أعظم مصداق للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقال: "ألا وان رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا الى قولى، وتبلِّغوه من لم يحضر، وتأمروه بقبوله عنى وتنتهوه عن مخالفته، فانه أمرٌ من الله عز وجل ومنى. ولا أمر بمعروف ولا نهى عن منكر الا مع امام معصوم".