عامٌ جديدْ ونحن نقف على بوابة عام 2014 \ قالوا لنا هيا افرحوا فاليوم عيدْ قد أشرق العام الجديدْ لكنه في ليلنا المرِّ الطويلْ قد هدّنا برد الشتاءْ ماعاد في الدنيا وفاءْ تتسابق الغربان تنعقُ في السماءْ وقد ارتدتْ ثوبَ الفجورْ ماذا سنفعل كي تعود الشمس تشرق في ربانا من جديدْ نارٌ تأجّجُ في الضلوعْ والقلب من لهَفٍ يجوع أضغاثُ حلْم ضيعت آمالَنا والفجر ينعى الأمنياتْ والصبح يغرق في عذاباتِ العتابْ آهات صبري في المساءْ لطمت خدوداً... أفقدتها كلَّ أسبابِ الرجاءْ وكآبتي عبَرَتْ على مجرى الدموعْ ماذا سأكتب للصحابْ؟ عامٌ سعيدْ ? ودماءُ أمتنا تسيلْ والناسُ من هولِ المصيبةِ يركضونَ ويصرخون أين الجنان الخضر في هذا الزحام ؟ زهرُ البنفسجِ غابَ من قاموسنا والطين غطى الياسمينْ ويلفُّ أمتَنا ظلامْ !! والحزن يمشي كالضباب على الحقول جمرٌ تدلى واستقرَّ على الغصونْ وتفنَّن الورمُ الخبيثْ يستعذب الأوجاع في موت الضمائر والعقولْ الموت يغرس نابه بين الجفونْ صوت القنابلِ والرصاصِ الحيِّ يكبر في المدارْ يعوي ويختطفُ الثمارْ يُنهي ابتسامات الشموع وبراءةُ الأطفالِ ماتت في العراءْ يغتالها شفقُ الغروبْ ولحومها صارت نثارْ في أرضنا حلَّ الدمارْ زمرُالذئاب .. ملكت زمام الأمرِ فانتشر الفسادْ باعوا المروءة والشهامة وسطَ بحرٍ من دماء نهْرٌ مِنَ الآلامِ ينبُعُ منْ عُيونِ الجائعينْ والحبُ في أعماقنا نسي الكلام والطير من فرط الأسى نسيَ الغناء راحت تدورُ بلا مكانْ مكتومةَ الأنفاسِ في وجهِ الزمانْ واستوطن الجرح العميقْ وتغلـغـل الألــم الكـبـيـر بخـافـقـي والدمع يجري كالسيول ويصب في كأسي مرار الإنتظار وفؤادي المكلومُ أرهقهُ الملامْ والصدقُ أخفى وجهَهُ خلفَ القناعِ وصوتيَ المبحوحُ أرهقهُ البعاد تعِبَتْ خُطايَ مِن المَسيرْ تمضي الفصولْ والنخلُ أدركه الذبولْ والناي يغزل حزنهُ في كل حينْ فيهزّ في عمقي الحنينْ وينامُ في دَرْبِ الرُّجوعْ وسط السراب آفاقه صارت هباءً كالرمادْ حتى اليراعْ يبكي.. ويملؤهُ الشقاءْ يبكي ..يطالبُ بالسلامِ من السلامْ يبكي.. ويلهث بالدعاء عبثاً يحاول أن يثورَ على الأنينْ وجنون حرفي في اندفاعْ يبقى يزغْردُ للحياة على رفاتِ الذكرياتْ ونواح أجراسِ الكنائسِ راحَ يخترقُ السكونْ يبكي فيُرجعهُ الصّدى ليقولَ : عيدْ!!! من فوق أشرعةِ الغياب ْ ستظلَّ في روحي بقايا من رجاءْ مازال عشق الأرض ينبض في العروقْ وهواي تفضحه الدُّموع ْ وأنا أعانق ظلَّها والشوقُ في ارجائِها يسبي العيونْ أغدو ألملم آهتي أبكي وأنتظر الهواءْ كالطفلِ يرقب في النجوم والعيد أرهقه الضياع \ عواطف عبداللطيف نهاية 2013